المنهاج السعودي

الصفات التي وصف الله تعالى بها نفسه في سورة الناس

الصفات التي وصف الله تعالى بها نفسه في سورة الناس، دعا الله تعالى عباده إلى الالتزام بالنهج القويم في فهم أسمائه وصفاته، كما أنه دعا إلى الاستناد في هذا الفهم على القرآن الكريم والسنة الصحيحة، فقد نزَّه الله تعالى نفسه في كثير من الآيات عما يصفه به المنحرفون عن عقيدة أهل السنة والجماعة التي تنزّه الله تعالى عن جميع الصفات السلبية، وتثبت له ضدها على وجه الكمال، مع إيمانهم بجميع الصفات الثبوتية دون التفريق بينها، سواء أكانت عقلية أم خبرية، بخلاف الجهمية والمعتزلة الذين أنكروا جميع الصفات؛ بحجّة أنَّ إثباتها يدعوا إلى التشبّه بصفات المخلوقين، ففي مقالنا هذا سوف نتعرف على الصفات التي وصف الله تعالى بها نفسه في سورة الناس.

سورة الناس كاملة

بسم الله الرحمن الرحيم:” قل أعوذ برب الناس* ملك الناس* اله الناس* من شر الوسواس الخناس* الذي يوسوس في صدور الناس* من الجنة والناس*” صدق الله العظيم.

ان هذه السورة تشمل الاستعاذة برب الناس ومالكهم وإلههم، من الشيطان الذي هو أصل الشرور كلها ومادتها، الذي من فتنته وشره، أنه يوسوس في صدور الناس، فيحسن لهم الشر، ويريه للناس في صورة حسنة، كما أنه ينشط إرادتهم لفعله، ويقبح لهم الخير ويثبطهم عنه، ويريهم إياه في صورة غير صورته، وهو دائمًا بهذه الحال يوسوس ويخنس أي: يتأخر إذا ذكر العبد ربه واستعان على دفعه، فينبغي له أن يستعيذ ويعتصم بربوبية الله للناس كلهم، وأن الخلق كلهم، داخلون تحت الربوبية والملك، فكل دابة هو آخذ بناصيتها.

تعريف سورة الناس

عدد آياتها ستّ آيات، وهي آخر سورة من جزء عمَّ، فاختلفوا العلماء في كون أن سورة الناس مكيّةً أم مدنية؛ فذهب فريقٌ منهم إلى القول بأنها مدنية كسورة الفلق التي تسبقها من حيث ترتيب المصحف الشريف، وإلى هذا القول ذهب عبدال له بن عباس رضي الله عنه، ويرى البعض الآخر أنَّ سورة الناس هي مكيّةٌ وليس مدنية، فقد قال بهذا من أهل العلم قتادة، وهي آخر سورة في القرآن الكريم من حيث الترتيب، سمّيت بذلك لافتتاحها بقول الله سبحانه وتعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ)، والسبب في تكرار كلمة الناس في آياتها لخمس مرات؛ لمزيد من البيان والإظهار والتنويه بشرف الناس.

سبب نزول سورة الناس

ذَكر الإمام البخاري قصّة سحر النبي صلى الله عليه وسلم في صحيحه ففيما رَوته أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (سُحِرَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى إنه لَيُخَيَّلُ إليه أنه يَفعَلُ الشيءَ وما فعَله، حتى إذا كان ذاتَ يومٍ وهو عِندي، دَعا اللهَ ودَعاه، ثم قال: (أشعَرْتِ يا عائشةُ أن اللهَ قد أفتاني فيما استفتَيْتُه فيه)، قلتُ: وما ذاك يا رسولَ اللهِ ؟ قال: (جاءَني رجلانِ، فجلَس أحدُهما عِندَ رأسي، والآخَرُ عِندَ رِجلي، ثم قال أحدُهما لصاحبِه: ما وجَعُ الرجلِ؟ قال: مَطبوبٌ، قال: ومَن طَبَّه ؟ قال: لَبيدُ بنُ الأعصَمِ اليهودِيُّ من بني زُرَيقٍ، قال: في ماذا؟ قال: في مُشطٍ ومُشاطَةٍ وجُفِّ طَلعَةٍ ذكَرٍ، قال: فأين هو؟ قال: في بئرِ ذي أَروانَ )، قال: فذهَب النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في أُناسٍ من أصحابِه إلى البئرِ، فنظَر إليها وعليها نخلٌ، ثم رجَع إلى عائشةَ فقال: (واللهِ لكأنَّ ماءَها نُقاعَةُ الحِنَّاءِ، ولكأنَّ نخلَها رُؤوسُ الشياطينِ) ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ أفأخرَجتَه؟ قال: (لا، أما أنا فقد عافاني اللهُ وشَفاني، وخَشِيتُ أن أثَوِّرَ على الناسِ منه شَرًّا)، وأمَر بها فدُفِنَتْ

في كتب التفسير ذكر في ثناياها سبب نزول سورة الناس؛ كونها بيّنت أنّه كان هناك غلام من اليهود يقوم على خدمة النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءوا إليه اليهود وطلبوا منه شيئاً من مشاطة رأس النبي صلى الله عليه وسلم، وعدد من أسنان مشطه، فلم يتركوه حتى أعطاهم ما طلبوا منه؛ حيث سحروا النبيّ صلى الله عليه وسلم من خلال ما أخذوه من مشاطة وأسنان المشط، والذي تولّى هذا الأمر منهم اليهودي لبيد بن الأعصم؛ حيث أنه قام بدسّها في بئر للماء لبني زريق يقال لها ذروان.

فبعدها مَرض الرسول الله صلى الله عليه وسلم، وانتثر شعر رأسه، كما أنه بقي على هذا الأمر لمدة ستة أشهر يرى فيها أنه يأتي النساء وفي الحقيقة لا يأتيهن، ففي يوم أتاه ملكان وهو نائم؛ فقعد أحدهما عند رأسه عليه الصلاة والسلام وقعد الآخر عند رجليه، فقال الملك الذي عند رأسه: ما بال الرجل؟ فقال: طب (سحر)، قال: ومن سحره؟ قـال: لبيد بن الأعصم اليهودي، قال: وبم سحره؟ قال: بمشط ومشاطة، قال: وأين هو؟ قال: في قشر الطلع (الجف) تحت حجر في أسفل البئر، فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لحديثهم، ثم أرسل علي بن أبي طالب والزبير وعمار بن ياسر رَضي الله عنهم فأخرجوا الماء من تلك البئر وكأنّه نقاعة الحناء، ثمّ رفعوا الصخرة وأخرجوا الجفّ، فإذا فيه مشاطة من رأسه صلى الله عليه وسلم، وأسنان من مشطه، وفيه وتر معقود فيه إحدى عشرة عقدة مغروزة بالإبر، فبعدها أنزل الله سُبحانه وتعالى المَعوذتين (الفلق والناس)، فجعل كلّما قرأ آية منهما انحلّت عقدة، وكان جبريل عليه السلام يقول: (بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن حاسد وعين، الله يشفيك)، حتى انحلّت آخر عقدة.

ما هو فضل سورة الناس

كل آية نزلت في القران الكريم لها فائدة ولها فضل مختلف عن الأخرى، فلسورة الناس فضل كبير، فمن فضلها هو كالآتي:

إثبات الربوبية، والملك، والألوهية لله سبحانه وتعالى وحده، فهو ربّ الناس، وملكهم، وإلههم.

استحباب قراءة سورتي الفلق والناس (المعوذتين)، وسورة الإخلاص في الصباح والمساء ثلاث مرات، وأيضا قراءتهما على المَرضى، والمَسحورين، فقد روى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خُبَيْبٍ رضي الله عنه فقال: (خَرَجْنَا فِي لَيْلَةِ مَطَرٍ، وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ، نَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلـم لِيُصَلِّيَ لَنَا، فَأَدْرَكْنَاهُ، فَقَالَ: أَصَلَّيْتُمْ؟ فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، فَقَالَ: قُلْ، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: قُلْ، فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قَالَ: قُلْ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَقُولُ؟ قَالَ: قُلْ: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد)، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ، حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ.

الصفات التي وصف الله تعالى بها نفسه في سورة الناس؟

الاجابة الصحيحة هي:

صفة الربوبية.

صفة الملك.ى

صفة الإلهية.

وهكذا نكون قد تعرفنا على سورة الناس وعلى سبب نزولها وفضلضها، والصفات التي وصف الله تعالى بها نفسه في سورة الناس.

السابق
سبب استقاله هاني شاكر من نقابة الموسيقيين
التالي
منوال البيانات الممثلة بالنقاط أدناه

اترك تعليقاً