النتائج المترتبة على حسن التعامل مع الاخرين, لطالما كانت نشأتنا الاسلامية داخل بيئة مجتمعية عربية قائمة على تطبيق ما جاء في ديننا الاسلامي وتعليمات القرآن الكريم التي تحثنا على الالتزام والتحلي بمكارم الاخلاق الحميدة والتي هي بمثابة تطبيق وامتثال ما شرعه الله علينا في كتابه المنَزل , ولعل اهمها حسن التعامل مع الاخرين فهي دلالة على رقي الفرد بل والمجتمع اجمع وكما قيل “إنما الأمم الأخلاق ما بقيت…فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”
جدول المحتويات
فن التعامل مع الاخرين
ولكي نصل لنتائج تتولد عن التعامل الجيد مع الاخرين لابد من التعرف على فن التعامل الذي يعني امكانية التعامل مع الافراد بطريقة تستحوذ على اعجابهم ورضاهم , فان ذلك من الامور الهامة التي يسعى الناجحون لإتقانها وتطبيقها في حياتهم العملية والحياتية كي يستطيع تكوين اكبر قدر ممكن من العلاقات الاجتماعية وتوسيع دائرة معارفه , ومن المعروف انه مهما حاولنا الارتقاء بتعاملنا مع الاخرين لابد ان نجد في شريحة ما صعوبة في تكوين صداقات معهم ونيل رضاهم , لذا لابد من اتباع بعض الاساليب لفن التعامل مع الاخرين وهي كالتالي :
- الاستماع الجيد للأخرين :
لعلها من انجع الاساليب واكثرها فعالية ان تترك المجال للأخرين بالحديث والتعبير عما في دواخلهم بالاستماع الجيد والانصات المصحوب بالتركيز الذي يشعرهم بالاهتمام الكبير الذي توليه اياهم .
- تقبل وجهات النظر واختلافها :تعد واحد من اكثر الاساليب التي قد تعبر عن شخصيتك بالدرجة الاولى ومدى تصالحك مع امكانية وجود افكار مضادة لتلك الافكار التي تتبناها, والايمان التام ان الاختلاف مهم من اجل التطوير والاستفادة من جميع وجهات النظر .
- السيطرة على الهدوء :
يعتبر الهدوء خصلة مميزة ونقية بل ولا توجد لدى الكثيرين من الافراد ومفتاح ناجح جدا للتعامل مع الاخرين , فالناس دائما تميل للهدوء والراحة في التعامل التي تخلق اجواء يعمها الاحترام والود واحترام الذات , اما من يتعامل بانفعال متخذاً طريقة التهديد والصراخ والتعنيف فلا يجد من يناصره او يتواجد حوله بل يلقى نفور وتباعد الناس من حوله , لذا من المهم تمرين انفسنا دائما على التحكم في ردود الفعل حتى في المواقف المشحونة فنلجأ للهدوء والتريث والحكمة كي لا نخسر الناس من حولنا .
- الوضوح في التعبير :
من المهم جدا الانتباه والتركيز عند الدخول في أي حوار او نقاش على المصطلحات المستخدمة وطبيعة الحديث تكون واضحة كي لا تقع مع الطرف المقابل بشباك سوء التفاهم وتكون سببا في تجنبه للحديث معك ونفور الاشخاص منك .
- اظهار الاحترام للأخرين :
بالإمكان اظهار الاحترام والتقدير للأخرين بطرق متنوعة منها الثناء والشكر بالعبارات المحفوفة بالمدح والثناء على عمل ما قام به الشخص وهذا مه يدعمه ويشجعه لمزيد من العطاء .
- المرونة والإيجابية في التعامل :
ان تكون شخص مليء بالحياة والتفاؤل والامل في ظل الكثير من الظروف المحيطة بنا التي تدفع الافراد للاكتئاب وتوقع الاسوأ هذا يجعل منك محبوبا ويميل الكثير للتعامل معك كي تبث فيه نفوسهم جرعات من الامل والابتهاج وتذليل الصعاب وان جميع الامور لابد ان حلها بات قريبا ولكن نحتاج لقليل من الصبر .
النتائج المترتبة على التعامل الحسن مع الاخرين
تسود المودة والالفة والتقارب بين الناس .
- درأ الكراهية وتسود المحبة بين الجميع .
- الارتقاء في عبادة الله ونيل رضوانه .
- يدعم الاقتداء بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
حسن التعامل مع الاخرين في القران والسنة
كما ذكرنا في البداية ان ديننا الكريم حث على التحلي بمكارم الاخلاق والتي من اهمها التعامل مع الاخرين وتناولت آيات عديدة من القران هذا الموضوع كما حث عليه السنة النبوية في العديد من الاحاديث , وسوف نضع بين ايديكم طلبتنا الاحباء بعضا منها :
- قال الله تعالى: وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة: 195].
- قال تعالى في سورة القلم: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}
- وأخص لقول الحسن: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}،82
- وقال صلى الله عليه وسلم: ((أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقًا)) رواه الحاكم.
- قال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا)) رواه الترمذي.
- قال صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا ذرٍّ، ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر، وأثقل في الميزان من غيرهما؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: عليك بحسن الخلق، وطول الصمت، فو الذي نفس محمد بيده، ما عمل الخلائق بمثلهما)) رواه البزار.