تسرب النفط من أسباب تلوث، ارتبط التلوّث بالأنشطة البشرية ارتباطاً وثيقاً، وذلك منذ بداية تجمّع الناس معاً لفتراتٍ طويلةٍ، إلّا أنّ التلوث لم يُشكّل مشكلةً خطيرةً في ذلك الوقت؛ ولهذا بسبب وجود مساحات غير ملوثة كافية لانتقال جميع الأفراد إليها، ولكن مع زيادة عدد التجمّعات وأيضا اقامة مدن تضم عدد كبير من الناس، بدأ التلوث يتحوّل إلى مشكلة استمرّت إلى الوقت الحالي، وبالرغم من أنّ التلوث البيئي يُشير إلى مصادر صناعية تعود في سببها إلى الأنشطة البشرية، إلّا أنّه قد ينتج بفعل مصادر طبيعية؛ كالبراكين النشطة وحرائق الغابات، ففي مقالنا هذا سوف نتحدث عن سبب من أسباب التلوث وهو النفط.
ما هو تعريف النفط
وهو الذهب الأسود أو ما يعرف بالزيت الخام، وهو عبارة عن مادة سائلة لزجة، ذات كثافة، كما تتراوح درجات لونها ما بين الأسود المائل للاخضرار، وهي تُعتبر مادةً قابلة للاشتعال، ويتمّ استخلاص النفط من الطبقات العليا من القشرة الأرضية بطرقٍ خاصة بذلك، حيث تتفاوت أنواع النفط وفقاً لمكان استخلاصه واستخراجه فيظهر الاختلاف بشكل كبير في تركيبته، ومظهره.
تدخل في تركيبة النفط مجموعة من المواد التي تُشكّل بمجملها خليط من الهيدروكربونات المعقدة، وتدخل في تركيبتها أيضاً الألكانات الكيميائية والتي تعد ثمينةً للغاية، حيث أظهرت إحصائيّات الطاقة العالمية بأنّ النفط يعتبر من أهم مصادر الطاقة الأولية وأثمنها.
تأثير تسرب النفط في البيئة
تلك التسربات النفطية الناتجة عن ناقلات البترول أو خطوط الأنابيب التالفة أو أعطال المنصات البحرية يمكن أن يتخلل الأنظمة الحية ويصبح جزءًا منها بما يسبب أضرارًا طويلة الأجل، فمثلا عندما يصل التسرب النفطي إلى الشواطئ يلتصق بالصخور وحبات الرمل، أما اذا كانت المنطقة تضم نباتات بحرية فإنّها تعمل على امتصاص الزيت وبعدها تجعل من المنطقة بأكملها غير مناسبة للحياة البحرية.
ان التسربات النفطية تعمل على تهديد كبير للطيور التي تعيش بالقرب من الشواطئ، فعلى الرغم من استطاعة بعض الطيور الهرب من فخاخ البقع النفطية، إلا أن الطيور التي تعتمد في غذائها على السباحة والغوص تعتبر أكثر عرضة للتلوث بالنفط، كما أنها تدمر أماكن الأعشاش لتلك الطيور خاصة المهاجرة منها، حيث أن كمية قليلة من النفط الملتصق بريش الطيور ليس كفيل بمنعها من الطيران فحسب، بل أنه يمنع وصول الماء إلى بدنها، وأيضًا ما يؤدي إلى انخفاض وارتفاع درجة الحرارة في بدن الطيور ومقتلها، وفي الكثير من الأحيان تقتل التسربات النفطية الثدييات البحرية كالحيتان والدلافين وثعالب البحر والفقمة، فهو يؤثر عليهم من خلال التسكير على أنف الحيتان والدلافين مما يسبب لها الاختناق فتموت.
تأثير تسرب النفط في الاقتصاد
يعتبر تسرب النفط في مجال الاقتصاد هو ثاني أضخم تأثير للتسربات النفطية، لأن فقدان النفط الخام أو المكرر يعني تقلص الكمية المتاحة للاستخدام، فبالتالي الحاجة إلى تكلفة أكبر للإنتاج الجديد وأيضا إزالة آثار التسرب الواقع الذي يتطلب العديد من الأموال، وبهذا يجب أن تتدخل الحكومة والمؤسسات الأهلية للمساعدة على الحماية والإغاثة، ومن ناحية أخرى ان العاملين في هذا المجال صابون بمشاكل صحية كبيرة في وقت لاحق، فان ذلك الأمر يستدعي دفع تكلفة الرعاية الصحية لهؤلاء العمال، وقد ترتبط التسربات النفطية في بعض المناطق بصناعات أخرى كمصايد الأسماك أو السياحة، حيث يمتنع السياح عن التواجد في المناطق الملوّثة بطبيعة الحال للتأثيرات السلبية على الصحة من ناحية ولسوء المنظر من ناحية أخرى، بالتالي تقل السياحة وتخسر الدولة خسائر فادحة.