اسلاميات

لماذا كان تكليف النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة في هذه السن ؟

لماذا كان تكليف النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة في هذه السن ؟، كانت دعوته صلى الله عليه وسلم في مجملها لتعريف الناس بمصالحهم وبما ينفعهم في معاشهم وبعد مماتهم واخراجهم من الظلال الى النور؛ ولهذا كان من الأهمية بمكان أن نقف على ملامح هذه الدعوة وثِمارها، وحقوق النبي – صلى الله عليه وسلم – ومكانته عند أتباعه.

لماذا كان تكليف النبي صلى الله عليه وسلم بالدعوة في هذه السن ؟

كلّف الله تعالى سيدنا محمد  صلى الله عليه وسلم  دعوة الناس ووجوب طاعته في سن الأربعين ويعود السبب إلى ذلك إلى أنها السن المناسبة التي يكتمل فيها القوة العقلية والبدنية .

المبدأ الذي اتبعه الرسول صلى الله عليه وسلم في نشر الدعوة

عند بداية الرَّسول-صلَّى الله عليه وسلَّم في نشر الدّعوة لم يكن اختياره للذين سيدعوهم عشوائياً، بل أنه اتَّبع في دعوته منهجاً وأسلوباً معيناً، حيث أنه  بدأ دعوته عليه أفضل الصلاة والسلام بأقرب النّاس إليه، وأكثرهم حباً وتصديقاً له، وعمل على أن تكون دعوته سريةً دون علم أحد من أهل قريش، وكان أول من بدأ الرَّسول بدعوتهم، وأول من آمنوا به هم السَّيدة خديجة بن خويلد -رضي الله عنها-، وأبو بكرٍ الصِّديق -رضي الله عنه وأرضاه؛ وعليٌ بن أبي طالبٍ، وزيدٌ بن حارثة، ثم بعد ذلك بناته، وبدأ كلٌ منهم بدعوة أهل بيته وأقاربه، حتى وصَل الخبر إلى قريشٍ بأمر نشر الرَّسول لدعوته، وعندها بدأ الرَّسول بإعلان دعوته والجهر بها؛ وبعدها تأذى أشد العذاب منهم لكن الله عزوجل عوضه عن كل شيء.

مراحل الدَّعوة الإسلاميَّة

مرَّت الدَّعوة الاسلامية التي قام بها الرَّسول عليه أفضل الصلاة والسلام بمرحلتين، فلم تكن الدّعوة عشوائيةً كما سبق الذِّكر، ومراحل الدَّعوة تكون كالآتي:

  • أولا مرحلة الدَّعوة السِّريَّة: استمرَّت تلك المرحلة ما يقارب ثلاث سنوات، وهي المرحلة التي دعا بها الرَّسول أهل بيته، وأصحابه، وأقاربه.
  • ثانيا مرحلة الدَّعوة جهراً: في نهاية السنة الثالثة للدَّعوة السرّيَّة أمر الله عزوجل نبيه الكريم صلّى الله عليه وسلَّم أن يجهر بدعوته، وأن يدعو النَّاس لعبادة الله وحده لا شريك له، وعندما جهر الرَّسول بدعوته بدأت قريش تلفق الاتهامات والادعاءات عليه، واتهتموه بالجنون والكذب والسحر، ولكنَّ ذلك لم يمنع الرَّسول من نشر الدَّعوة، وإقناع النّاس بالدُّخول للدِّين الإسلاميّ، حيث أنهم كانوا يحتفظون بأموالهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ويمكننا القول أنّ الدّعوة الجهريَّة مرّت على مراحل أيضاَ وهي:
  1. الدَّعوة جهراً بالقول فقط (باللِّسان)، وبقيت الدَّعوة على هذا الحال حتى الهجرة النبويَّة.
  2. الدَّعوة جهراً ومحاربة المعتدين، واستمرت حتى صلح الحديبية.
  3. محاربة الذين وقفوا في وجه الدَّعوة، وعملوا على إعاقة نشرها، وهذه المرحلة هي التي استمرت عليها الدَّعوة.

خصائص دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم

يتواجد للدعوة الاسلامية خصائص؛ فمن هذه الخصائص هي كالآتي:

  • اتفاق الدعوة الإسلامية مع دعوات الأنبياء والمرسلين السابقين، وقد كان الهدف الرئيسي والأساسي لرسالات الأنبياء والمرسلين هي دعوة الناس إلى توحيد الله تعالى، وعلى الرغم من تنوع شرائع الإنبياء إلا أنهم مشتركون في دين وعقيدة واحدة.
  • تميز الدعوة الإسلامية بكونها دعوة عالمية إنسانية جاءت لتحقق العدل والمساواة بين جميع الناس، فلا تفاضل ولا تفصل بينهم بسبب الجنس أو العرق، وإنما معيار التفاضل هو تقوى الله تعالى، وهذه الخاصية في الدعوة الإسلامية تجلب الخير للناس، وتشجع غير المسلمين على الدخول في هذا الدين الحنيف.
  • اعتماد الدعوة الإسلامية على أسلوب الإقناع في دخول غير المسلمين إلى الإسلام دون إكراه أو ترهيب، فقد أعطى النبي عليه الصلاة والسلام الأمان لأهل مكة حينما دخلها شريطة كف أيديهم واعتزال قتال المسلمين.
  • استمرارية الدعوة الإسلامية، فان الدعوة إلى الإسلام هي دعوة مستمرة إلى قيام الساعة لأنَّ غايتها إخراج الناس من ظلمات الشرك والضلال إلى نور الهداية والتوحيد، وتلك هي مهمة الدعاء والرسل الأساسية.

توصلنا الى نهاية هذا المقال الذي تعرفنا فيه على المبدأ الذي اتبعه النبي صلى الله عليه وسلم؛ ومراحل الدعوة الاسلامية وخصائصها المتعلقة بها.

السابق
من هو ترجمان القران
التالي
صلاة ليلة القدر الاولى مفاتيح الجنان

اترك تعليقاً