المنهاج السعودي

سبب ظهور المنافقين بالمدينة

سبب ظهور المنافقين بالمدينة، الله عز وجل خلق جميع الناس لغاية كريمة، وأمر عظيم، ولذلك أنزل الكتب، وأرسل الرسل وخلق السموات السبع والارض السبع وكل هذا لتحقيق غاية عظيمة وهي توحيده وعبادته، وعلى ذلك انقسم الناس وتفرقوا، فمنهم من آمن (وهم المؤمنون)، ومنهم من كفر وهم (الكافرون)، ومنهم من آمن ظاهرا وهو كافر باطنا (وهم المنافقون)، ومنهم من آمن باطنا و كفر ظاهرا أخذا بالعزيمة لقوله الله تعالى ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم) فالله تعالى أرسل النبيين مبشرين ومنذرين: مبشرين بالتوحيد، ومنذرين عن الشرك ،وفي هذا المقال سوف نتحدث عن المنافقين وسبب وجوده وأشياء أخري عنهم.

سبب ظهور المنافقين بالمدينة؟

الإجابة/لأن المسلمين كانوا الأغلب في المدينة وهم من كانوا مسيطرين عليها وقد دخل معظم أهل المدينة في الإسلام وكانوا الكفار لا يستطيعون الإعلان بكفرهم كما كان المسلمين في أيام كفار قريش لذلك كانوا يضطرون إلى النفاق في إسلامهم يظهرون إيمانهم وهو في الحقيقة من المنافقين ويفعلون ذلك من أجل مصالحهم الشخصية.

من هم المنافقون

فقد أدرج الإمام ابن القيم أقسام الناس وقد أشار في ذلك التعريف عن فئة المنافقين فقال في كتابه (اجتماع الجيوش الإسلامية) فالناس إما يكون مؤمن ظاهرا وباطنا وإما كافر ظاهرا وباطنا، أو مؤمن ظاهرا كافر باطنا، أو كافر ظاهرا مؤمن باطنا، وقد اشتملت الأقسام الأربعة عليها الوجود، وقد بين القرآن أحكامها فالأقسام الثلاثةالأول ظاهرة وقد اشتمل عليها أول سورة البقرة، وأما القسم الرابع ففي قوله تعالى: ( ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما) ففي هذه الاية نستطيع التعرف على هذه الفئة من الناس، فئة المنافقين لبيان بلائهم وخطورتهم على الاسلام والمسلمين، فهم قوم يظهرون الإسلام تقية ويبطنون الكفر والمكر والخداع للمسلمين، ومن رحمة الله تعالى وحكمته أن أنزل لنا سورتين عظيمتين ليبين لنا فيهما صفات هؤلاء القوم لكي لا يغتر بهم المؤمنون وهاتان السورتان هما:(سورة التوبة، وسورة المنافقين)، وكان أول ظهور لهم حينما وقعت غزوة بدر الكبرى، ونصر الله المؤمنين على الكافرين، فأراد المنافقون أن تحقن دمائهم وتسلم أموالهم وتحفظ مكانتهم، وليسهل عليهم الكيد للمسلمين، فأظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر وهذا هو مكمن الخطر على جميع المسلمين، وقد بين الله تعالى في سورة البقرة أيضا صفات المنافقين حذر من خطرهم؛ فذكر * سبحانه وتعالى * في المؤمنين أربع آيات، وفي الكفار آيتين، وبعدها ذكر الله سبحانه وتعالى في المنافقين ثلاث عشرة آية؛ وكل ذلك لكثرثهم، وعموم الابتلاء بهم، وشدة بلائهم وخطورتهم على الإسلام وأهله.

صفات المنافقين

ولابد من بيان صفات المنافقين، وذلك لكي نحذر منهم ومن طريقتهم الخطيرة على الاسلام وأهله، ومن أهم الأمثلة على ذلك فرقة السبئية التي وضع أسسها المنافق اليهودي عبد الله بن سبأ ، الذي أظهر الإسلام في عهد عثمان بن عفان (رضي الله عنه) لأغراض خبيثة يريد منها تدمير كل الاسلام والمسلمين ومن هذه الصفات ما يلي:

  • الصفة الأولى:هنا يجب معرفة أسمى صفة للمنافقين وأشدها خطورة على الإسلام وأهله؛ وهي أنهم يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام وذكر ذلك في قوله تعالى: (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين).
  • الصفة الثانية: هي المكر والخداع فقال تعالى: ( يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون الا أنفسهم وما يشعرون) فالمنافقين يحسبون أنهم يخادعون الله ورسوله بإخفائهم للكفر وإظهارهم للإسلام، فرد الله تعالى عليهم وقال: (الله يستهزئ بهم) أي أن ما اعتقدوه من باطل فكرهم واعتقادهم.
  • الصفة الثالثة: أن قلوبهم مريضة وجاء ذلم في قوله تعالي ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) وكلمة المرض في هذه الآية هي الشك في حقيقة هذا الدين وصلاحيته لحكم الأرض والدنيا بأجمعها، حيث قال ابن عباس في تفسيره لجملة (في قلوبهم مرض)  أي بمعنى الشك، وكذلك قال جميع علماء السلف، وبعضهم قال أنها بمعني كلمة رياء.

وفي ختام موضوعنا هذا نكون قد أجبنا على هذا السؤال وهو سبب ظهور المنافقين بالمدينة وتعرفنا أيضا علي المنافقون والصفات المتعلقة بهم.

 

السابق
لماذا يسمى الناتج في الطرح فرقا
التالي
جمع معلومات في موضوع موثق حول علم من الاعلام المعاصرين

اترك تعليقاً