اسلاميات

شرح الحديث كنت لك كأبي زرع لأم زرع

شرح الحديث كنت لك كأبي زرع لأم زرع

شرح الحديث كنت لك كأبي زرع لأم زرع، الأحاديث النبوية الشريفة ذات أهمية كبيرة و عظيمة في الدين الإسلامي إذ تعد هي المصدر الثاني للشريعة الإسلامية بعد كتاب الله المحكم القرآن الكريم، و تعد السنة النبوية مفسرة للقرآن الكريم و آياته حيث جاءت الكثير من آياته على وجه العموم و جاءت السنة لتفسرها، كما اشتملت السنة النبوية على عدد كبير من المواقف و القصص التي تحمل العبر للمسلمين و منها قصة حديث أم زراع التي تناولت في صلبها مبدأ و جوهر عظيم تقوم عليه الأسرة الإسلامية بالوجه الذي يرضي الله سبحانه و تعالى ألا و هو التفاهم بين الزوجين.

حديث أم زراع

رواه البخاري قال: حدثنا سليمان بن عبد الرحمن وعلي بن حجر قالا حدثنا عيسى بن يونس ، حدثنا هشام بن عروة عن عبد الله بن عروة. وأما سلطة عروة عن عائشة فقالت: جلست إحدى عشرة امرأة ، فالتزموا وتعاقدوا على ألا يخفوا شيئًا عن أخبار أزواجهن.

قال الأول: زوجي هو لحم الإبل ، هو متكتل على قمة جبل ، ليس من السهل رفعه ، ولا هو سمين ويتحرك. وقال الثالث: زوجي الأشق. إذا تكلمت ، سأترك ، وإذا بقيت صامتًا ، فسوف أعلق. قال الرابع: زوجي خليل تهامة لا حار ولا بارد ولا خائف ولا سام. قال الخامس: إذا دخل زوجي نمر وخرج أسد لم يسأل عما وعد. قال السادس: زوجي إذا أكل شرابًا ، وإذا شرب شفي ، وإذا اضطجع استدار ولم يصل إلى الكف ليعرف البث.

قال السابع: زوجي نفاق ، أو حياء ، فكل داء به داء. قال الثامنة: مسّ زوجي أرنباً ، وكانت الريح ريح الزنب. قالت التاسعة: زوجي مرتفع الأعمدة ، طويل ، من رماد كبير ، قريب من بيت الملهى. قالت العاشرة: زوجي مالك ، وما هو مالك ، مالك خير من ذلك ، وله كثير من الإبل المباركة ، وقليل من المسارح ، وإذا سمعوا صوت الزهرة ، فإنهم واثقون من رعبك.

قالت الحادية عشرة إن زوجي أبو زراع فما هو أبو زراع؟ قوم يزينون أذنيّ ، ويملأون فخذي بالسمن ، ويهينونني ، فأهنت نفسي ، ووجدتني بين أهل الغنائم ، وجعلتني من أهل الصهيل ، والضعيف ، والمنهوب ، والبؤس. أكوماها ردة ، وبيتها فسح بن أبي زراع ، فما هو ابن أبي زراع؟ سريره مثل شطبة ومملوء بذراع الجفرة.

بنت أبي زراع فما هي بنت أبي زراع؟ أطاع والدها وأطاع أمها وملأ ثيابها وأغضب جارتها أمة أبي زراع فما هي أمة أبي زرعة؟ قالت: لا تنشروا أحاديثنا ، ولا تنظفوا زواجنا ، ولا تعشش بيتنا ، فقالت: خرج أبو زرعة والأرحام في المخاض ، ووجدتها امرأة مع ولديها مثل النمور تلعب من تحت خصرها. بحبتين من الرمان فطلقني وتزوجها. وأعطاني زوجا من كل رائحة ، وقال: كل أم زراع ، ودع أهلك يراك. قالت: لو جمعت كل ما أعطاني لما وصل إلى أصغر أواني أبو زرعة.

شرح حديث أم زراع

تروي السيدة عائشة عن إحدى عشرة امرأة جلست كل واحدة منهن تتذكر صفات زوجها ، بعضهن يمدحنه ومنهن من ينتقده ، إلا المرأة الجالسة تذكر زوجها. من صفاته ومغازلته وحبه مع أنه طلقها وكانت أم زرعة ، أما المرأة الأولى فقالت إن من عيوب زوجها الغطرسة وإن كان قليل الصلاح وضئيلاً. قال الثاني: زوجها مليء بالعيوب ، لكنها غير ظاهرة ، وله بطن كبير.

والثالث: العشق طوله ، وتستهزئ بطوله ، فلا فائدة منه ، فتخشى أن تذكر عيوبه حتى لا يطلقها ، وإذا سكت عنها بقيت معلقة ، ليست عازبة ولا متزوجة ، والرابع: تمدح زوجها: أنه لا يتعب منها ولا يتعبها ، فلا تخاف من غدره بها ، والخامس: مدحت زوجها. وشبهته أيضًا بنمر وأسد وكروم ، والسادس: ألقت باللوم على زوجها في الأكل والشرب كثيرًا لدرجة أنه لم يترك شيئًا في الوعاء ولم يفحص شؤونها أو يعتني بها. لها. يتميز بالبلادة وخيبة الأمل لأنه أحمق.

ثامناً: أثنت هذه على زوجها ، إذ كانت رائحته طيبة ، ناعمة الملمس ، طويلة ، حصان كريمة ، وتاسع: وصفت زوجها بأنه فصيح في اللغة ، وشرف كبير ، ونسب عالية. والعاشر: أثنت على زوجها أنه فرس يملك جمالاً لا تحصى ، فبمجرد أن يأتيه الضيف يستقبله الزهريات والطبول ، فتعلم الإبل أن ضرب الزهرات يعني ذبحها. .

والأخيرة هي أم زرعة: تصف زوجها بالهدية السخية ، الذي أهداه إياها بقرط وقلادة يتدلى منه الذهب من ثقله ، وأطعمها حتى سمنت ، وكثيراً ما كان يسعدها ويغذيها. فمجّدتها وقبلت كلامها وعزّته ، نامت في بيته بسبب كثرة الخدم الذين يعتنون بها ، ثم عادت ووصفت والدته بأنها غزيرة في الخير والنعمة ، أما ابنه فهو موجود. كسيف يأكل قليلًا وحمدًا ، وابنته مطيعة وساحرة لأبيها ، وأما خادمته فهي في خدمتهم ولا تنقل لهم شيئًا.

إلى أن جاء اليوم الذي رأى فيه أبو زرعة امرأة لها ولدان جميلان بجسد جيد ، فطلقها وتزوج المرأة ، وبعده تزوجت من رجل كرم عظيم وكرم لدرجة أنه كان يهبها لها. أكرم أهلها وأعطهم ، لكن ذلك لم ينسها أبو زرعة وكرمها ، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رواية عائشة ، قال لها: كنت لك مثل أبو زرعة لأم زرعة.

المنفعة: ما تعلمناه من الحديث أن البيت الصحيح يقوم على التفاهم والمحبة بين الزوجين ، مما يجعل الحياة أبسط وأسهل ، وأن المال لا يجلب السعادة مثل الرضا بالربح.

 

الحديث النبوي الشريف إما أن يأتي مفسراً لقاعدة تشريعية جاءت على وجه العموم و يفصل العبادات، أو يحمل موقف و قصة منها العبرة لبني آدم لأبد الدهر من تعاليم الدين الإسلامي الصحيح و القويم حيث أن حديث أم زراع أرسى قاعدة كفيلة بأن تكون عماد لكل أسرة و كل علاقة بين الزوجين ألا و هي التفاهم فيما بينهما.

السابق
مناسبات شهر ذو الحجة 1442 /2022
التالي
ما معنى التقوى وما هي شروطها

اترك تعليقاً