صفات نار جهنم في سورة الملك، لقد خلق الله عز وجل الإنسان لعبادته، فمن أطاع الله فاز ونجا من عذاب الله، ومن عصى ولم يتب، استحق العذاب في الآخرة،فإن كانت ذنوبه دون الشرك بالله، فهو داخل تحت مشيئة الله ، ان شاء عذبه وإن شاء غفر له، فالله لا يغفر لمن أشرك به ويغفر ما دون ذلك، والعذاب منه ما يكون في الدنيا ومنها ما يكون في القبر ومنها ما يكون في الآخرة،وقد أعد الله تعالى للكفار والمنافقين عذاب يوم القيامة، حيث يكون عذابهم بالنار، وتميزت نيرانها بشدة ارتفاع حرارتها فهي تفوق حرارة النار في الدنيا بكثير، وقد ورد في سورة الملك وصفاً دقيقاً لبعض ما يحدث في جهنم يوم القيامة .
صفات جهنم في سورة الملك
- تسمع صوت غليانها
وأكد تعالى أنه أعد للكافرين عذاب جهنم يوم القيامة الذي يلقي في نار جهنم التي تتميز بصوت عال جدا ، وفي ذلك يقول الله تعالى: ربي عذاب جهنم (6) إذا ألقوا بهم سمعها تتنفس في رفع فسر ابن الجرير هذه الآية على أنها صوت صراخ عالي من شدة العذاب ، كما قال الثوري إن حرائق النار ستغلي. أولئك الذين بداخله يحبون غليان القليل من الحب في الكثير من الماء.
- غضبها
أوضح الله تعالى مدى حنق جهنم من أولئك الكفار الذين ألقوا بها حتى ينالوا أجر أعمالهم السيئة في حياة هذا العالم ، ولذلك تميزت بحدة غضبها الذي كاد انفصل بعضهم عن البعض ، وفي ذلك قال الله تعالى: جماعة سألهم خزنتها: ألم يأتكم نذير؟ يبدأ أمين الصندوق في توبيخ أهل الجحيم بسؤالهم عن المنذر الذي حذرهم من أهوال جهنم وعذاب الله يوم القيامة.
الفرق بين نار الجحيم ونار العالم
نار جهنم ليست شبيهة بالنار الموجودة في الحياة والتي يخافها جميع الناس ولا يتحملونها بمجرد لمسها ، لكن نار الجحيم مضاعفة على نار هذا العالم ، وهذا يؤكد شدة العذاب الذي تحمله. لأهل النار ، وشرح الرسول صلى الله عليه وسلم الفرق بين الاثنين في قوله: “ناركم جزء من السبعين من النار”. قيل: يا رسول الله إن كفى فقال: فضل عليهم بتسعة وستين شطرًا ، كلهم متساوون حرارته.
ما يدعو إلى التأمل هو أيضًا حرارة الصيف التي يشتكي منها الناس ؛ بل هي نفسها كما من نيران الجحيم ، كما أن الطقس البارد هو نفسه أيضًا ، وله رسول الله صلى الله عليه وسلم “شكت النار إلى الرب ، فقالت: يا رب ، أكل بيدي قال البعض ، أعطاها بنفسان: نفس الشيء في الشتاء ، ومثله في الصيف ، إنه الأكثر سخونة التي ستجدها ، والأكثر ازدهارًا ستجدها “.
وقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم مدى الشر الذي ستحمله حرائق النار يوم القيامة ليعرف الإنسان حقيقة العذاب المؤكد يوم القيامة لهؤلاء. الذين عصوا أوامر الله تعالى وشرعوا في الفساد في الأرض. النار ، ولم ير كاليوم في الخير والشر ، إذا علمت ما أعلم ، ضحك قليلًا ، وبكى كثيرًا “، فيشير إلى السماء خيرًا بينما يرمز إلى نار الشر الذي أوقعه العاصي ، بلغ نبي الله ، علمًا. فذلك يدل على مقدار ما يمكن أن يحصل عليه الإنسان يوم القيامة سواء من الجنة أو من النار.
مايستفاد من سورة الملك
تجادل سورة الملك عن صاحبها يوم القيامة لتدخلة الجنة، ومن هذا الباب جاءت تسميها بالمجادلة.
تشفع لقارئها ومن يلازمها يوم القيامة حتى ينال المغفرة ويدخل الجنة.
تقي صاحبها عذاب القبر وتمنعه عنه ومن هنا جاء وصفها بالمانعة؛ عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قال: “من قرأ {تباركَ الذي بيدِه الملكُ} كلَّ ليلةٍ؛ منعه اللهُ عز وجل بها من عذابِ القبرِ، وكنا في عهدِ رسولِ اللهِ نسميها: (المانعةَ)، وإنها في كتابِ اللهِ عز وجل سورةٌ من قرأ بها في كلِّ ليلةٍ، فقد أكثر وأطاب” [ المصدر: صحيح الترغيب|خلاصة حكم المحدث: حسن].
يكمن في قراءتها إحياءٌ لسنة النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فقد كان عليه الصلاة والسلام يقرأها عند النوم.
تمنح سورة الملك شعور التوكل والثقة بالله تعالى من خلال مواضيعها الرئيسية التي تتمحور حول توحيد الله عز وجل والإقرار بألوهيته وحده وأن كل شيء في الكون بيده، فهو وحده عز وجل المهيمن على كل شيء في الحياة بما فيها من إنسان، وحيوان وجماد، مما يُشعر المؤمن بالقوة لاعتماده على الله جل وعلا.
تخبر المؤمنين عن سبب وجودهم في الحياة، إذ جاء الجواب عن هذا السؤال في الآية القرآنية: [الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا] [الملك: 2].