في من نزلت سورة المجادلة

في من نزلت سورة المجادلة، كان من حكمة الله سبحانه وتعالى أن تنزل آيات القرآن الكريم مفرقة ليست على دفعة واحدة، وذلك لكي تتناسب مع بعض المواقف، والقصص المختلفة، وكافة الأحداث التي كانت تواجه النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وليقدم سبحانه وتعالى لنا من خلالها العبرة والعظة، ويعلمنا كافة القيم الإسلامية الجميلة، ومنها سورة المجادلة، وفي هذا السياق سوف نتعرف في من نزلت سورة المجادلة.

في من نزلت سورة المجادلة

نزلت سورة المجادلة على الرسول محمد عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة، فهي سورة مدينة نزلت بسبب المرأة التي كانت تجادل الرسول، وهي خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها، وهي امرأة ذات نسب رفيع، ذات قدر من الجمال والسيادة، وفصاحة اللسان، وقد نزلت الآية فيها، لتنقل لنا أهمية هذا الحديث، وكيفية التعامل معه، ومن هذا نأخذ العبرة والموعظة.

ما هي قصة سورة المجادلة

تعد سورة المجادلة السورة رقم 58 في سور القرآن الكريم، حيث نزلت على الرسول عليه الصلاة والسلام بعد نزول سورة المنافقون، حيث سمع الله سبحانه وتعالى قول خولة رضي الله عنها، فكرمها بالاستماع لشكواها من زوجها أمام الرسول،  حتى أن عائشة رضي الله عنها استعجبت، وعن عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ في حديث صحيح: “تبارَكَ الَّذي وسِعَ سمعُهُ كلَّ شيءٍ، إنِّي لأسمعُ كلامَ خَولةَ بنتِ ثَعلبةَ ويخفَى علَيَّ بعضُهُ، وَهيَ تشتَكي زَوجَها إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وَهيَ تقولُ: يا رسولَ اللَّهِ، أَكَلَ شَبابي، ونثرتُ لَهُ بَطني، حتَّى إذا كبُرَتْ سِنِّي، وانقطعَ ولَدي، ظاهرَ منِّي، اللَّهمَّ إنِّي أشكو إليكَ، فما برِحَتْ حتَّى نزلَ جِبرائيلُ بِهَؤلاءِ الآياتِ: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ”.

أسباب نزول سورة المجادلة

لقد أنزل الله على نبيه آيات سورة المجادلة، بعد سماعه جدال المرأة، حيث أوضح للنبي الحكم الشرعي فيما فعله أوس بن الصامت مع امرأته خولة بنت ثعلب، بعدما خرجت من عنده، ليوضح لنا أحكام في الدين، والسبب وراء نزول السورة الذي سيتم توضيحه في الفقرة القادمة، وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في حديث صحيح عن أسباب نزول سورة المجادلة: “ الحمدُ للَّهِ الَّذي وسِعَ سمعُهُ الأصواتَ، لقد جاءتِ المُجادِلةُ إلَى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ، وأَنا في ناحيةِ البَيتِ، تَشكُو زوجَها، وما أسمَعُ ما تَقولُ، فأُنزِلَ اللَّهُ: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا“.

الاستفادة من قصة المجادلة

حملت سورة المجادلة في آياتها عدة عبر لكثير من الأمور الدنيوية، وتضمنت جميع سور وآيات القرآن الكريم، وترتبط بواقعنا في الحياة، فقد تناولت سورة المجادلة الأمور التالية:

• أوضحت سورة المجادلة حكم التناجي في الإسلام.
• قد بينت سورة المجادلة حكم الظِهار وكفارته.
• تطرقت سورة المجادلة لآداب المجلس كذلك في آياتها.
• قد حذرت آيات سورة المجادلة من الأعداء الذين يخفون عدواتهم وراء ساتر المودة.
• بينت قصة خولة بنت ثعلب رضي الله عنها مدى سمو طباع النبي عليه الصلاة والسلام، وأنه أشرف الخلق في أثناء انشغاله بأمور أكبر من الاستماع إلى المرأة، ومدى مكانته، إلا أنه عليه الصلاة والسلام قد أنصت باهتمام لمشكلة خولة وزوجها.

يجدر بالذكر أن سورة المجادلة نزلت في الصحابية خولة بنت ثعلبة رضي الله عنها، التي جادلت الرسول عليه الصلاة والسلام في زوجها، وقد نزلت السورة في المدينة المنورة.