كم تبعد العلا عن المدينة، غالبًا ما يجد السائحون الذين يزورون العلا أنفسهم بمفردهم تمامًا في أنقاض حضارة قديمة، ويستمتعون بالصمت ويتخيلون كيف ستكون الحياة في الشوارع المتعرجة عندما كان هناك المئات من الناس يعيشون في أكواخ من الطوب اللبني، ولكن ولسوء الحظ قد لا يتمتع الزوار بهذه المتعة لفترة طويلة، فمع مرور الوقت بدأت الأكواخ الطينية في العلا بالتحلل بشكل متزايد، وعلى الرغم من جهود الحكومة السعودية لإعادة المدينة القديمة، فربما قبل فترة طويلة ستتحول العلا إلى غبار.
مدينة العلا السعودية
هي إحدى محافظات منطقة المدينة المنورة ومدينة في شمال غرب المملكة العربية السعودية، حيث تحتوي المحافظة على أول موقع تراث عالمي لليونسكو في المملكة العربية السعودية، ويُطلق عليه اسم Hegra، والمعروف أيضًا باسم الحجر أو مدائن صالح، وذلك على بعد 22 كم (14 ميل) شمال المدينة، فالمشي عبر الممرات الضيقة للعلا في شمال غرب المملكة العربية السعودية يشبه اجتياز متاهة، ومع التاريخ القديم عند كل منعطف كانت هذه الحضارة الصاخبة ذات يوم 800 منزل من الطوب اللبني والحجري معبأة بإحكام والتي يزيد عمر أجزاء منها عن 2000 عام، حيث أصبحت الآن أطلالًا مهجورة تتحلل في شمس الصحراء الحارقة.
تأسست مدينة العلا المسورة في القرن السادس قبل الميلاد، وهي واحة في وادي الصحراء وذات التربة الخصبة ووفرة المياه، فكانت تقع على طول “طريق البخور” وهي شبكة من الطرق التي سهلت تجارة التوابل والحرير والمواد الفاخرة الأخرى عبر شبه الجزيرة العربية ومصر والهند.
كم تبعد العلا عن المدينة
بعد إعادة بنائها لمدينة العلا في القرن الثالث عشر فأصبحت البلدة القديمة العلا مأهولة حتى العصر الحديث، وعندما كانت المساحة الضيقة والبنية التحتية السيئة لا تلبي معايير القرن العشرين، هجرها السكان لمدينة جديدة قريبة تسمى العلا، فغادرت آخر عائلة البلدة عام 1983 وأقيمت آخر صلاة بالمسجد بعد ذلك بعامين عام 1985.
- الحل/ 240 كم.
المدينة المنورة الشريفة
المدينة المنورة هي ثاني أقدس مدينة في الإسلام وموقع وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلك، عرفت المدينة المنورة لأول مرة باسم يثرب، ويعود تاريخها إلى القرن السادس قبل الميلاد، حيث استقرت القبائل اليهودية في المدينة في القرن الثاني الميلادي وحافظت على وجود قوي حتى ظهور الإسلام.
غادر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه مكة متوجهاً إلى المدينة المنورة في عام 622، وهو حدث يُعرف باسم الهجرة يمثل بداية التقويم الإسلامي، كما وتبددت التوترات القبلية في المدينة مع انتشار الإسلام ووحد النبي عليه الصلاة والسلام السكان المسلمين والعرب الوثنيين واليهود في مجتمع واحد.
ظلت المدينة المنورة موطن النبي لبقية حياته، ويقع ضريحه في المسجد النبوي بالمدينة المنورة، حيث تضاءلت الأهمية السياسية للمدينة المنورة بعد الخلفاء الأربعة الأوائل وتم دمجها في المملكة العربية السعودية في عام 1924، واليوم تعد المدينة موقعًا رئيسيًا للحج، وغالبًا ما تتم زيارتها قبل أو بعد الحج إلى مكة.
تعتبر العلا من أفضل المواقع التراثية المحفوظة في العالم؛ لما لديها من آثار تاريخية تعود إلى آلاف السنين وتحيط بها الجمال الطبيعي، فالمدينة هي شهادة على قدرة البشرية على التكيف مع المنطقة المليئة بالطبيعة، وابتكار تقنيات زراعية جديدة لمكافحة الظروف الصحراوية القاسية.