اسلاميات

كيف حفظ الله السماء من الشياطين

كيف حفظ الله السماء من الشياطين، الله عزوجل هو خير حافظ فهو من خلق كل ما على الأرض وفي السماء، فهولا يصعب عليه فعل أي شيء، فحفظنا من الشيطان الرجيم بأنه وضع حاجزا لا يمكننا رؤيتهم وهذا الحاجز لا ينقطع أبدا الا يوم القيامة، فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، والله عزوجل حفظ السماء من الشياطين.

كيف حفظ الله السماء من الشياطين؟

أخبرنا اللهُ سبحانهُ وتعالى بأنه خَلَقَ في السَّـماءِ ﴿بُرُوجًا﴾ أي بمعنى نجومًا، وهي عبارة عن اثنا عشر بُرجًا وكلُّ بُرجٍ فيها عِبارَةٌ عن مَجموعةٍ مِنَ النُّجومِ وهي: الحَمْلُ والعقرَبُ والثَّورُ والميزان والجوزاءُ والسُّنبُلَةُ والسَّرطانُ والأسدُ والقوسُ والحوتُ والجَدْيُ والدّلو، أو هي منازِلُ الكواكبِ السَّبعةِ السائرة وللشمسِ بيتٌ وللقمرِ بيتٌ؛ فالحَمْلُ والعقرَبُ بيتَا المَرّيخ، والثورُ والميزانُ بيتَا الزُّهرَةِ، والجَوزاءُ والسُّنبلَةُ بيتَا عُطارِد، والسَّرَطانُ بيتُ القمَر، والأسدُ بيتُ الشَّمس، والقوسُ والحوتُ بيتَا المشتري، والجَديُ والدّلوُ بيتَا زُحَل. سُمّيتِ المنازِلُ بالبروج التي هي القصورُ العاليةُ لأنها لِهذه الكواكبِ كالمنازِلِ لسُكَّانِها، وقالَ الحسَنُ وقَتادَة ومُجاهِدٌ: (البروجُ هي النّجومُ الكِبارُ لظهورِها)، ﴿وَزَيَّنَّاهَا﴾ أي السَّماءَ ﴿ لِلنَّاظِرِينَ﴾.

﴿وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ﴾ أي ملعون، ﴿إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ﴾ نَجمٌ يَنقُضُ فيعود، ﴿مُّبِينٌ﴾ ظاهِرٌ للمُبصِرين، وذلك أنهم طلَبوا بلوغَ السَّماءِ والاستماعَ إلى كلامِ الملائكِةِ الذينَ فيها فوجدوها قد امُتلأَت حرَسًا شديدًا جَمعًا من الملائكةِ أقوياءَ يحرسون، وشُهُبًا أي كواكِبَ مُضيئة وكانوا قبلَ ذلك يقعدونَ مِنَ السَّماءِ مقاعِدَ لاستماعِ أخبارِ السَّماءِ، لأنهم كانوا يجِدونَ بعضَ السَّمَاءِ خاليةً مِنَ الحرَسِ والشُّهُبِ وكان ذلك قبلَ بِعثَةِ النبِيّ محمد صلى الله عليه وسلم أما بعدَ بِعثَتِهِ يَجدونَ الملائِكةَ راصدِينَ لَهم بالشُّهب يَرجُمونَهم بِها ويَمنعونَهم مِنَ الاستماعِ لكنَّ بعضَ الشَّياطين يتكلّفون وبعضٌ لا يفعلون خوفًا مِنْ أن يُصابوا، والذينَ يتكلَّفونَ يُصابونَ وبعضهُم يَبقَونَ أحياءَ فيُخبرونَ الكُهّانَ بِما سَمِعوا.

كما روى البخاريُّ ومسلمٌ مِنْ حديثِ عائشةَ رضي الله عنها قالت: سألَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنـاسٌ عنِ الكُهّان فقالَ: (ليسُوا بشيء) فقالوا: يا رسولَ اللهِ إنهم يُحَدّثونَنا أحيانـًا بشيء فيكونُ حقًّا، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (تلكَ الكلِمَةُ مِنَ الحقِّ يَخطَفُها الجِنيُّ فيقرُّها (أي يُلقيها) في أُذِنِ وليِّهِ فيَخلِطونَ معها مائَةَ كَذْبَة).

وفي روايةٍ للبخاريّ عن عائشَةَ رضيَ الله عنها أنها سَمِعَت رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (إنّ الملائكةَ تنْزِلُ في العَنان (وهو السَّحاب) فتذكُرُ الأمرَ قُضِيَ في السّماءِ فيسترقُ الشّيطانُ السَّمعَ فيسمَعُهُ فيوحيهِ إلى الكُهّانِ فيكذبونَ معها مائةَ كَذبَةٍ مِنْ عندِ أنفُسِهِم) والكاهِنُ هو الذي يتعاطى الإخبارَ عنِ الكائناتِ في المستقبل.

 تفسير آية “إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ”

(إلا) لكن (من استرق السمع) خطفه (فأتبعه شهاب مبين) كوكب يضيء ويحرقه أو يثقبه أو يخلبه.

  • يقول تعالى ذكره : وحفظنا السماء الدنيا من كل شيطان لعين قد رجمه الله ولعنه “إلا من استرق السمع” يقول : لكن قد يسترق من الشياطين السمع مما يحدث في السماء بعضها ، فيتبعه شهاب من النار مبين ، يبين أثره فيه ، إما بإخباله وإفساده ، أو بإحراقه .
  • حيث كان بعض نحويي أهل البصرة يقول في قوله : “إلا من استرق السمع” هو استثناء خارج ، كما قال : ما أشتكي إلا خيراً ، يريد : لكن أذكر خيراً ، وكان ينكر ذلك من قيله بعضهم ، ويقول : إذا كانت إلا بمعنى لكن علمت عمل لكن ، ولا يحتاج إلى إضمار اذكر ، ويقول : لو احتاج الأمر كذلك إلى إضمار أذكر احتاج قول القائل : قام زيد لا عمروإلى إضمار ذكر .
    وبنحو الذي قلنا في ذلك ، قال أهل التأويل .
    ذكر من قال ذلك :
  • حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد ، قال : حدثنا الأعمش عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : تصعد الشياطين أفواجاً تسترق السمع ، قال : فينفرد المارد منها فيعلو ، فيرمى بالشهاب ، فيصيب جبهته أو جنبه ، أو حيث شاء الله منه ، فيلتهب فيأتي أصحابه وهو يلتهب ، فيقول : إنه كان من الأمر كذا وكذا ، قال : فيذهب أولئك إلى إخوانهم من الكهنة ، فيزيدون عليه أضعافه من الكذب ، فيخبرونهم به ،فإذا رأوا شيئاً مما قالوا قد كان صدقوهم بما جاءوهم به من الكذب
  • حدثني محمد بن سعد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني عمي ، قال : حدثني ابي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، في قوله : “وحفظناها من كل شيطان رجيم * إلا من استرق السمع” قال : أراد أن يخطف السمع ، وهو كقوله ( إلا من خطف الخطفة).
  • حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : “إلا من استرق السمع” وهو نحو قوله ( إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب ) .
  • حدثنا القاسم ، قال : حدثنا الحسين ، قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، قوله “إلا من استرق السمع” قال : خطف الخطفة .
  • حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله : “إلا من استرق السمع” هو كقوله ( إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب )كان ابن عباس يقول : إن الشهب لا تقتل ولكن تحرق وتخبل وتجرح من غيرأن تقتل .
  • حدثني الحارث ، قال : حدثنا القاسم ، قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج “من كل شيطان رجيم” قال : الرجيم : الملعون ، قال : وقال القاسم عن الكسائي : أنه قال : الرجم في جميع القرآن : الشتم .

السابق
عبارات شكر للهدية عبارات جميلة قصيرة
التالي
يبدأ الوقوف بعرفة من ظهر اليوم

اترك تعليقاً