لو كنت متحدثّا والمستمع أمامي يسخر مني فإنّي لا أهتم به وأتابع نقاشين،التحدث مهارة لا يجدها الا القليل لانها تعد مع مهارة القراءة جامع المهارات وأساسها، فمنهما وعنهما ينبثق باقي المهارات، فمهارات: الحوار، والإلقاء، والمحاضرة، والخطاب، والندوة، والأحاديث الإذاعية والمرئية كلّها تخرج من تحت عباءة مهارة التحدث.فالتواصل بين المتحدث والمستمع ليس فقط بالكلام لكن أيضاً بالحركات الأخرى فحركات اليد والعين والتعابير الجسدية لها أهمية كبيرة.
أن السخرية من المتحدث أسلوب غير لائق وقد يؤدي الى فقدان الثقة بين المتحاورين مما يجعل الوسط غير مريحاً فمهارة التحدث هي عبارة عن كتلة من مشاعر، وأحاسيس، وأفكار، ومعتقدات، وتنقلها إلى الآخر من خلال تعبير راقٍ وأداءٍ سليم،
لو كنت متحدثّا والمستمع أمامي يسخر مني فإنّي لا أهتم به وأتابع نقاشي
إن تنمية مهارة التحدث ضرورية بسبب أننا ننتمنى لمجتمع يتأثر كثيراً بالكلام والمجادلة فالتربية الصحيحة للطفل منذ نشأته ينتج عنها حسن الخلق والعديد من الصفات الحميدة ومن أهمها هي مهارة التحدث فكان للشعراء والادباء والحكماء دوراً بارزاً في نشر مثل هذة المكارم فمنهم من خاطب قائلاً :
لسانُ الفتى نصفٌ ونصفٌ فؤادُهُ فلمْ يبقَ إلاّ صورةُ اللحمِ والدَّمِ
وقد سبقهم القراءن الكريم في نشر وتدعيم مكارم الأخلاق فقال تعالى:
(اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)
اقرأ المزيد: موضوع عن الاخلاق الحميدة واثرها على الفرد والمجتمع
بعد كل ما سردناه على هذة المهارة يخطر في بال الكثيرين سؤال مهم :
- السؤال: لو كنت متحدثّا والمستمع أمامي يسخر مني فإنّي لا أهتم به وأتابع نقاشي
- الاجابة: نعم
إن التحدث على الأخلاق الحميدة قد يكون بلا فائدة دون أن نطبق ذلك على أنفسنا أولاً ثم توعية المجتمع بمثل هذة الاخلاق التي من شأنها رفع معدل الوعي والثقافة داخل المجتمع .