ما الحكمة من الله تعالى جعل الاحسان للوالدين قرينا لتوحيده، يعتبر برّ الوالدين من أهم المواضيع في الدين الإسلامي، والدليل على تلك الأهمية أن الله سبحانه وتعالى قد حثنا على بر الوالدين، وقد نهانا الله عز وجل عن عقوق الوالدين، وأمرنا بالإحسان اليهما، ولنيل سعادة الدنيا والآخرة يجب أن نتبع أوامر الله عز وجل ونجتنب نواهيه، ومن حكمة الله أن منَّ على الإنسان بعطف قلوبهم على أولادهم، وزرع في نفوسهم الرحمة والعطف عليهم، وذلك لرعاية أبناءهم والبحث عن مصالحهم، ولذلك لا بد أن يحسن الأبناء الى والديهما، وطاعتهما في الخير، واستشارتهما وتقديرهما في جميع الأمور، وسنتعرف في هذا المقال على ما الحكمة من الله تعالى جعل الاحسان للوالدين قرينا لتوحيده.
جدول المحتويات
ما الحكمة من الله تعالى جعل الاحسان للوالدين قرينا لتوحيده
الحكمة من ذلك هو أن حق الوالدين عظيم، وفضلهما على الأبناء كبير، فحقهما من أعظم الحقوق في ديننا الإسلامي الحنيف، وأن الله سبحانه وتعالى قد قرن طاعتهما والإحسان اليهما بعبادته وتوحيده بشكل مباشر لبيان قدرهما وعظم حقهما وجوب برهما، ان الله وهبك الروح، وأمك وابوك قد وهبوك العناية بجسدك، قال تعالى: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا).
ما هي أهمية بر الوالدين كما جاءت في القرآن الكريم
لقد بين الله عز وجل لنا أهمية بر الوالدين في مواضيع كثيرة من القرآن الكريم، وقد عطف الله عز وجل بر الوالدين على أهم أصول الدين، وأعظم غايات الشريعة، ومن الآيات التي دلت على أهمية بر الوالدين هي:
- قال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا).
- قال تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).
- قال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ).
- قال تعالى: (وَكانَ تَقِيًّا*وَبَرًّا بِوالِدَيهِ وَلَم يَكُن جَبّارًا عَصِيًّا).
- قال تعالى: (وَجَعَلَني مُبارَكًا أَينَ ما كُنتُ وَأَوصاني بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمتُ حَيًّا*وَبَرًّا بِوالِدَتي وَلَم يَجعَلني جَبّارًا شَقِيًّا).
أهمية بر الوالدين كما جاءت في السنة النبوية
أكدت العديد من نصوص السنة النبوية الشريعة على أهمية بر الإنسان لوالديه، ومن هذه المواضع ما يلي:
- كما أخرج الإمام مُسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه-أنّه قال: (أَقْبَلَ رَجُلٌ إلى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: أُبَايِعُكَ علَى الهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ، أَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ، قالَ: فَهلْ مِن وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟ قالَ: نَعَمْ، بَلْ كِلَاهُمَا، قالَ: فَتَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَارْجِعْ إلى وَالِدَيْكَ فأحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (غِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ).
وفي الختام، لقد تعرفنا على ما الحكمة من الله تعالى جعل الاحسان للوالدين قرينا لتوحيده، كما ذكرنا المواضع التي حثت على بر الوالدين في القرآن الكريم وفي السنة النبوية المطهرة.