ما سبب تكذيب المشركين بالبعث,إن المشركين لا يؤمنون بالبعث واليوم الآخر بسبب تمسكهم بملذات الحياة الدنيا، وهي المال والجاه والمنصب، وإيمانه بيوم الساعة يجعله يؤمن بالحساب على النعم التي تمتع بها في الحياة الدنيا، وقته فيما أفناه، وماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، والجاه والمنصب هل جعل الله أما عينه في عمله، وسخر منصبه لإعمار الأرض، وصحته التي أنعم بها الله عليه سوف يتم سؤله عنها هل أتعب صحته في الهداية والدعوة إلى الله أم في المعاصي والذنوب، التي ستسبب له الشقاء في الآخرة ويُحاسب على كل ذنب اقترفه، خوف المشركين من الفضيحة يوم تبعث جميع الخلائق، والتشهير والخزي والندامة لمن كذب المرسلين، وأنكر الرسالة، وقاوم دعوة الحق .
آية قرآنية ترد على المشركين بالبعث
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾ [الحج: 5 – 7]
شرح الآية
خاطب الله تعالى الناس، إن كنتم في شك أن الله قادر على أن يحيي الموتى، فإن الله قد خلق آدم عليه السلام من تراب وهو أباكم، وتناسلت ذريته من نطفة، هي المني الذي يقذفه الرجل في رحم المرأة، فبقدرة الله تعالى يتحول إلى علقة (وهي الدم الأحمر الغليظ) ف إلى مضغة (وهي قطعة لحم صغيرة قدر ما يمضغ)، تكون تامة الخلق، وتنتهي بخروج الجنين من رحم أمه حياً، أو غير تامة الخلق فتسقط لغير تمام؛ ليبين الله تعالى قدرته بتصريف أطوار الخلق، ويبقى في الأرحام ما يشاء، وهو المخلّق حتى وقت ولادته، وتكتمل مراحل الجنين بالولادة، يخرجون الأجنّة أطفالاً صغاراً تكبر حتر تبلغ الرشد، وأي فترة الشباب واكتمال العقل والرشد، وبعض الأطفال يموت قبل ذلك، ومنهم من يكبر حتى يصل سن الهرم وضعف العقل؛ وكله في علم الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى، وترى الأرض ميتة يابسة لا نبات فيها، لكن إذا أنزل الله تعالى عليها المياه تتفتح وتزهر بالنباتات من كل الأنواع تسر الناظرين .