متى حولت القبلة من بيت المقدس الي الكعبة، كانت القبلة الأولى للمسلمين هي المسجد الأقصى ببيت المقدس في فلسطين، بعد ذلك تحولت القبلة من بين المقدس إلى الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، وهذا ما جعل بيت المقدس المكانة العظيمة عند المسلمين، وكثير من المسلمين يتساءلون عن توقيت تحويل القبلة لمكة المشرفة والتي أصبح التوجه للصلاة لها من مختلف أنحاء العالم، وخلال هذا المقال سنتعرف على توقيت ذلك التحويل وسببه.
جدول المحتويات
متى حولت القبلة من بيت المقدس الي الكعبة
جاء في الصحيحين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد صلى هو والصحابة في المدينة المنورة لمدة 16 شهراً نحو المسجد الأقصى، بعدها وفي شهر رجب من السنة الثانية لهجرة الرسول عليه السلام، جاء أمر بتحويل القبلة من بيت المقدس لمكة المكرمة، وذلك حسب قول جمهور أهل العلم، وحدث الصحابي البراء بن عازب أن أول صلاة صلاها رسول الله مستقبل الكعبة هي صلاة العصر وصلى معه أصحابه، فخرج رجل ممن صلوا مع النبي وقال: أشهد بالله إني قد صليت مع النبي قِبَل مكة، فدارو كما هم قِبَل البيت، رواه بخاري.
سبب تحويل القبلة من بيت المقدس الى الكعبة
ظل المسلمون ورسول الله يتوجهون في الصلاة للمسجد الأقصى حتى ستة عشر شهراً امتثالاً لأمر الله ـ سبحانه وتعالى، وكان رسول الله يمتثل لأمر الله وفي قلبه أمنية كبيرة تتمثل في التوجه إلى الكعبة في الصلاة بدلاً عن المسجد الأقصى، لأنها تمثل قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام وهو أولى الناس به، وأن الكعبة هي أول بيت وضع للناس، حيث كان الرسول يصلي نحو الأقصى وبين يديه الكعبة، بعدها أذن الله بالهجرة للمدينة وبنيت مساجد فيها ورفع الأذان والنبي يحزنه أنه لا يستطيع استقبال القبلتين كما كان يؤدي في مكة، حيث كان شأنه بين أن يرفع رأسه أملاً في إجابة دعوته وبين خفض رأسه الخضوع لأمر الله، وجاء قوله تعالى:” قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء” البقرة 144، وبعد ستة أشهر نزل الوحي إلى رسول الله بالبشرى، قال تعالى” فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ﴾ البقرة 144.
الحكمة من تحويل القبلة من بيت المقدس
بعد أن تناولنا سبب تحويل قبلة المسلمين الأولى من بيت المقدس إلى الكعبة في مكة المكرمة، سنتعرف على الحكمة من استجاب الله لأمنية رسول الله من تحويل القبلة لمكة المكرمة بعد أن استمرت قبلة المسلمين للمسجد الأقصى لستة عشر شهراَ:
- ابتلاء الله تعالى لجميع الناس المسلمين واليهود والمنافقين والمشركين، فالمسلمين نفذوا أمر الله وامتثلوا به وغيروا وجهة صلاتهم، أما اليهود فخالفوا أمر الله تعالى وخالفوه.
- توجيه المسلمين للقبلة وتغيرها بأمر الله، يميزهم ويستشعر المسلمين بذلك أن لهم شريعة وقبلة خاصة بهم.
- تعليم المسلم استجابة أمر الله تعالى، والثقة بالنبي صلى الله عليه وسلم.
- توحيد أمر المسلمين جميعا على الرغم من اختلاف مواطنهم وألوانهم وأجناسهم.
الى هنا نكون قد وصلنا الى ختام مقالنا هذا، والذي تحدثنا فيه عن سبب أمر الله تعالى بتحويل قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى الكعبة الشريف، وتناولنا أيضاً حكمة الله سبحانه من تحويلها، وتوقيت تحويلها بعد أن دامت القبلة نحو بيت المقدس لستة أشهر.