اسلاميات

 متى يدعو المصلي دعاء الاستخارة

متى يدعو المصلي دعاء الاستخارة، التردد والحيرة من أسوأ المشاعر التي تراود الإنسان عند اتخاذه للقرارات في حياته، خصوصاً المصيرية منها، فأخذ رأي أشخاصنا المقربين مهم جداً، ورأي أصحاب الخبرة يساعدنا في اتخاذ القرار لأنهم يحدّثوننا عن الإيجابيات والسلبيات، ولكن لماذا بعد كل تلك الآراء مازال الإنسان يشعر بالتردد، ببساطة لأنهم لم يدعو بدعاء الاستخارة، وفي هذا المقال سأوضح لك ما هو ولماذا ومتى تدعيه.

ما هو دعاء الاستخارة

نصه: عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله ﷺ يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن، حيث قال: “إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ هذا الأمْرَ – ثُمَّ تُسَمِّيهِ بعَيْنِهِ – خَيْرًا لي في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – قالَ: أوْ في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، اللَّهُمَّ وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّه شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي – أوْ قالَ: في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ – فَاصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كانَ ثُمَّ رَضِّنِي بهِ).

لماذا يدعي المرء دعاء الاستخارة

لأنه هو الدعاء الذي يدعوه المرء عندما يكون في حيرة من أمره لأمر يريده بشدة فيتوجه إلى الله تعالى بطلب المساعدة والخيرة والاصلاح في أمور الدين والحياة، سواء كان علماً أو عملاً أو زواجاً أو سفراً، أو أي إقدام على فعل جديد في حياته، لا يدري عاقبته، فيصلي ركعتين لله تعالى من غير الفريضة، ويدعو الله تعالى خلالهما بدعاء الاستخارة، ثم يسعى في الحياة ويجتهد ويتوكل على الله، فإن كانت حاجته خيراً له، يسر الله طريقه وإن لم تكن خيراً يصرفها ويصرفهُ عنها الله سبحانه عالم الغيب، والاستخارة تعد سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويستحب أن يقوم بها المرء في أمور حياته.

متى يدعو المصلي دعاء الاستخارة

إن المشروع للمسلم أنه إذا همّ وصلى صلاة الاستخارة، أن يدعو بعد السلام منها؛ لقول الرسول ﷺ: إذا همَّ أحدُكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك.. الحديث؛ يدل هذا على أن الدعاء يأتي بعد السلام من صلاة الركعتين، والأفضل أن يرفع يديه؛ لأن رفع اليدين من أسباب استجابة الدعاء، بإذن الله، والحديث أخرجه البخاري في “صحيحه” عن جابر.

ما هي علامات استجابة صلاة الاستخارة

كثيراً من الناس تعتقد أن الرؤيا في المنام أو انشراح الصدر هي من علامات الاستجابة لصلاة الاستخارة، ولكنّ الصحيح أن المرء إذا همّ تجاه أمر معين وسعى واجتهد واستشار من يثق بأنهُم أهل للخبرة وذو علم وحكمة، يأخذ بالأسباب كلها وبتفاصيلها، ويتجّه لله تعالى بصلاة الاستخارة ويجعل نفسه متوكلاً تماماً على الله، ومحيداً في نفسه وما تهواه، ثم يقدن على الأمر نفسه فإن تيسر من عند الله تعالى وأتمّه فهو خيراً له، وإن تعسّ عليه فهو أيضاً خيراً له، وقال صلى الله عليه وسلم ليطمئن بال المؤمن :”ما أصابكَ لم يكن ليخطئكَ وأنَّ ما أخطأكَ لم يكن ليصيبَكَ”.

ما فائدة صلاة الاستخارة

  • يتيقّن المسلم من أن الله تعالى قد اختار له الخير دائماً وأبداً.
  • استمرار شعور المسلم بحاجته لله تعالى، وأنه لا يدري نفع نفسه ولا ضرها، بدون إرادة الله سبحانه وتعالى، وشعور المسلم بالعجز والضعف أمام الخالق، فنص م الدعاء يقول فيه :(فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ).
  • تحبيب النفس وتعويدها على استخارة الله تعالى في كل أمور حياتها، فتصبح عادة وليست ثقيلة على نفس المسلم، لأنها تقوي علاقته بربه في كل مرة يختار الله له فيها الخير بما يتوافق مع حياته ومع ما يناسبها، يجعله تلقائياً يلجأ لله تعالى.
  • طمأنينة القلب والنفس، والشعور بالرضا، وشعوره بأن الله معه، فلا يضطرب ولا يرهقه التفكير ولا تأكل نفسه الهموم، لأنه على يقين أن مهما كان الذي سيحدث فهو من عند الله تعالى خير، كما ورد في الدعاء: “واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كانَ ثُمَّ رَضِّنِي بهِ”.
  • يزيد العبد تعلقاً ومحبّة لربّه، في كل مرة يتوكّل بها ويؤمن ويقبل ويرضى بما كتبه واختاره الله تعالى له.
  • تدلّل على أهميّة الصّلاة في حياة المسلم، فكلما احتار وتردد في أمره في حياته لجأ تلقائياً ليتواصل مع الله تعالى من خلال ركعتين صلاة نافلة أي من غير الفريضة.
  • تُعزز صلاة الاستخارة المُسلم على تقوية الإيمان بالقضاءِ والقدر الذي هو من عند الله تعالى، فإيمانه الدائم بأنَّ ما سيحصل مهما كان سيكونُ خيراً له من عند الله، ذلك يُقوّي الإيمان بالقدر خيره وشرّه.
  • صلاة الاستخارة ربطاً قوياً بين الأسباب التي يأخذ بها المُسلم، وبين النّتائج التي يحصل عليها في المُقابل من خير أو شر.
  • الدّعاء يوّضح ثلاثة مواضعٍ للخير فالأول: “فاقدره لي” أي أنّ كلّ ما سوف يحصل للمُسلم هو خيرٌ له حتى إن لم يُعجبه في بادئ الأمر، والثاني: “ويسّره لي” لأنّ الخير قد يكون عسيراً و يحتاج لوقتٍ طويل و جهدٍ كبير للحصول عليه، وبهذا يطلب المسلم التّيسير من الله وحده، والثالث :”وبارك لي فيه” فالبركة إن لم تحصل لا تحصل الفائدة؛ لأنها مرتبطة بالخير بشكلٍ قويٍّ.
  • تُعدّ الاستخارة أمرٌ نابعٌ من الثّقة وحسن الظّن بالله تعالى، وكذلك عملاً مضموناً للتقرب من الله، وجمع الحَسَنات المُتمثّلة بالدّعاء والخشوع بالصّلاة، وأن يتركِ المرء الأمور كلها في يد الله ليقضي بها، هي من الفضيلة من درجات الإيمان العالية التي تُبيّن أنّ المُسلم لا يثقُ إلّا بالله سبحانه مع السعي والاجتهاد وأخذه بالأسباب المناسبة.

السابق
هل النفقة تتغير مع عمر الطفل
التالي
خطبة عن وداع رمضان وزكاة الفطر

اترك تعليقاً