اسلاميات

من القائل ان الله مبتلييكم بنهر

من القائل ان الله مبتلييكم بنهر، هذه الآية ذكرت في سورة البقرة، وان هذا السؤال موجود في كتب التفسير لمعرفة ما هي الاحداث التي جاءت في تفسيرها حيث تحدث في سورة البقرة عن بني اسرائيل الذي بعث الله لهم الانبياء ليدعوهم الى توحيد الله وابعادهم عن طريق الضلال الذي سيهلكهم لكنهم رفضوا رسائل الانبياء واستمروا في طغيانهم وفسوقهم، فكتب عليهم الهلاك حتى يوم يبعثون ملا قاموا به من تزوير وتحليف وقتل المسلمين.

حال بني اسرائيل بعد الانبياء

ان قصة طالوت وجالوت تدورُ حولَ احداث و ظروفِ بني إسرائيلَ وأحوالِهم، بعدما قطع الله فيهم نسلُ الأنبياءِ، حيث أنه أبدلهم بحُكم الأنبياءِ حكمَ المُلوكِ، فسلّط عليهم ملوكاً جبَّارينَ، أذاقوهُم من الظُّلمِ والجورِ ما أرهَقَهم، فقاموا بسفك دِماءَهم، وتبديل أحوالَهم، حتَّى كان ضدهم غيرَ المُلوكِ أعداؤُهم، فظَهرَ الأعداءُ عَليهم فغدروا بهم، وكانوا من قَبلُ لا يَقدِرونَ عليهِم؛ إذ كانَ فيهم تابوتُ الميثاقِ الذي كانَ في قُبَّة الزَّمان، فَكانوا إذا قاتلوا الأعداءَ هَزَموهم وانتصَروا عليهِم؛ فقد جعل الله في التَّابوتِ من السَّكينةِ والبَقيَّةِ ممّا تَرَكَ آلُ موسى وآلُ هارونَ ما يُعظِّمُ أَمرَهُ، ويُشرِّفُ قَدرَهُ، وزيادة البَرَكةَ فيه، وكانَ ضياعُ التَّابوتِ مِنهم سبباً في تخلُّفِهم وانكِسارِهم، فهذا جزاء لهم لما فعلوه بالأنبياء الصالحين ، ولم يصدقوا دَعوتِهم ومَسارِهم، فلمَّا كانَت بعض حروبِهم مع أهلِ غزَّة وعسقَلانَ هُزِموا، وأظهَرَ اللهُ أعداءَهم عليهِم، فاخذوا منهم التَّابوت، حتّى إذا عَلِمَ مَلِكُ زَمانِهم من بني إسرائيلَ مالَت عُنُقُهُ كَمَداً فمات، فأصبَحوا شتاتاً مثل الغَنَمِ بِلا راعٍ، فسلَّطَ اللهُ عليهِم أعداءَهم، واستمر حالهم هذا طوال أربَعمئةٍ وسِتّينَ سنةً، حتَّى بَعثَ الله فيهم شَمويلَ بن بالي نبيّاً، حيث قاموا بطلب منه انه يعزز اية نبوية ليصدقوه بها فقال: عَسى إن كُتِبَ عليكُم القِتالُ وفيكُم ملكٌ إلَّا تُقاتِلوا، وتفوا بِما التزَمتم، وردوا عليه قائلين: ما لنا ألّا نُقاتِلَ في سَبيلِ اللهِ، وقد أُخرِجنا من دِيارِنا، فارسل الله لهم عصا يكون الملك بطولها فقاموا بقياسها على بعضهم فلم تكن طول أي احد منهم، فكان طالوت ساق يسقى الماء على حمار له، حتى ضل حماره فقام بالبحث عنه ويتتبع اثره حتى وصل اليه فلما رأوه دعوه لقياس العصا فكان مثلها بالطول فاختاره شمويل لكون ملكا لهم، فقاموا بإنكار ذلك لان ليس فيه نسب الملوك ولا مالهم، فعززه الله بآية تُثبتُ مُلكَه؛ إذ جَعلَ الله التَّابوتَ بينَ يَدي طالوتَ، وقيل في اخرى  في بيتِه، وفيهِ سكينةٌ من الله وبقيَّةٌ ممّا تَرَكَ آلُ موسى وآلُ هارون، فلمَّا كانت الآيةُ، صَدَّق بنو إسرائيلَ نُبوَّةَ شَمويلَ ومُلكَ طالوتَ، فاتَّبعوهم .

من القائل ان الله مبتلييكم بنهر

حيث جاءت الاجابة على هذا السؤال في سورة البقرة حيث قال تعالى ” فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۚ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ۚ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ”، عند ايمان بنو اسرائيل بنبوة طالوت فما كان له الا ان يقوم بمقاتلة المشركين كما ذكر ان عدد جيشه كان ما يقارب ثمانين ألفا، فأخبرهم بان الله عزوجل سوف يمتحنهم بنهر_ بأن لا يشربوا منه حتى اذا كانوا في حالة شديدة من العطش لأنه سوف يهلكهم، فلا بد من ان تصبروا ولا تشربوا منه فان شربتم منه فإنكم لستم جنودا لي، بمعنى أي انكم لا تصلحون للجهاد اذا خالفتم امري، حيث قال ابن العباس وغيره ان هذا النهر هو نهر الشريعة الموجود بين الاردن وفلسطين.

وفي ختامنا للمقال تعرفنا على من قائل ان الله مبتلييكم بنهر، وهي النبي طالوت الذي ارسله الله الى بني اسرائيل لهدايتهم بعد حكم الحكام الظلام لهم .

السابق
علامات من حب الله للعبد
التالي
كيفية صلاة جعفر الطيار مفاتيح الجنان؟

اترك تعليقاً