من هم الرسل الثلاثة المذكورين في سورة ياسين، سورة ياسين قلب القران وهي سورة مكية عدد آياتها 83 آية من السور التي تحمل الكثير من المعاني والعبر ففضلها عظيم كباقي سور القران الكريم كان بدايتها تأكد رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وتصديقاً له، وقد وصفت الآيات قوة ايمان الرسل وصبرهم على اهل القرية الظالمة، يتفق اهل العلم بأن القران الكريم بكل سوره محض خير وبركة للمسلمين وتعتبر سورة ياسين من السور التي جاءت مغفرة للذنوب وتكفير للسيئات، ولفتت الأنظار الى ابداع الله سبحانه وتعالى في خلق الكون والآيات التي تدل على وحدانية الله .
جدول المحتويات
حكاية أصحاب القرية
يقول الله تعالى في هذه القصة “واضربهم مثلا جاء أصحاب القرية لمرسليها (13) لأننا ارسلناهم فزبوهم اثنين فزنا ثالثا وقالوا لكم المرسلون (14) قالوا ما انتم بشر مثلنا. وما أنزل الرحمن من شيء إنك تكذب فقط (15) ربنا يعلمك لمرسلين (16) عندنا فقط الخطاب المبين (17) فقال لتترنا عليك بينما لا تنثوا على نرجمكم ويمسسنكم لنا عذاب أليم ( 18) قال طيركم معكم الكائن الحي المذكور ، ولكنكم أنتم أهل مصرفون (19) “.
يذكر أن القرية المذكورة في هذه القصة هي أنطاكية ، وكان أهل هذه القرية يكفرون بالله العلي. ثم أرسل الله تعالى لهم رسولين ، أنكروا الرسولين ولم يؤمنوا ، فأرسل الله رسولًا ثالثًا ليعودوا إلى الله ، لكن موقف أهل هذه القرية لم يتغير مع وجود الرسول الثالث ، ونفوا رسالة الرسل ونبوتهم كما زعموا منهم التشاؤم ولم يكتفوا بذلك بل هددوهم بالقتل ، وأكد لهم الرسل أن هذا التشاؤم من داخلهم وأنهم شعب غالي في الظلم. والعدوان.
آراء العلماء المسلمين حول أصحاب القرية
- قال أكثر المفسرون عن ابن عباس هي (انطاكية) وكذا روى عن بُرَيدة بْنِ الحُصَيب، وعِكْرِمَة، وَقَتَادَةَ، وَالزُّهْرِيِّ, وهي مدينة بالشام متاخمة لبلاد اليونان وان الثلاثة المرسلين إليهم من رسل عيسى عليه السلام.
- ظاهر القصة يدل على أن الثلاثة المرسلين هم رسل الله لا من جهة المسيح.
- ﴿إذْ أرْسَلْنا إلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُما﴾ الاثنين على ثلاثة أقاويل: أحَدُها: أنَّهُما شَمْعُونُ ويُوحَنّا، قالَهُ شُعَيْبٌ. الثّانِي: صادِقٌ وصَدُوقٌ، قالَهُ ابْنُ عَبّاسٍ وكَعْبُ الأحْبارِ ووَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ. الثّالِثُ: سَمْعانُ ويَحْيى، حَكاهُ النَّقّاشُ.
- يقول الحافظ ابن الكثير : أن أهل أنطاكية لما بعث إليهم المسيح ثلاثة من الحواريين كانوا أول مدينة آمنت بالمسيح عيسى وبرسالته في ذلك الوقت، ولهذا كانت إحدى المدن الأربعة التي تكون فيها يطارك النصارى هي: أنطاكية والقدس والإسكندرية ورومية ثم بعدها القسطنطينية.
الرسل الثلاثة في سورة ياسين
خلاف بين المفسرين على هؤلاء الرسل ، فقد ورد عن ابن جريج ، عن وهب بن سليمان ، عن شعيب التبعي ، أن اسم الرسولين اللذين أرسلهما الله إلى أهل القرية في البداية كانت شمعون ويوحنا. أما الرسول الثالث فدعي بولس وقيل إن المسيح عليه السلام هو الذي أرسل الرسل الثلاثة إلى أنطاكية التي تعتبر من أقدم مدن الشام حتى تنتشر. الدعوة إلى الله هناك ، ولكن يرجح حسب العلماء أن قصة أصحاب القرية حدثت قبل مجيء المسيح عليه السلام ، وبالتالي فإن هؤلاء الرسل لم يكونوا مرسلين من قبل المسيح ، بل أرسلوا من. مع الله تعالى.
ووصفت الآيات الشريفة مدى قوة إيمان هؤلاء الرسل وصبرهم على أهل هذه القرية الجائرة ، وتكتمل القصة بظهور رجل كان في منطقة بعيدة عن القرية ، ولكن عندما كان سمع نداء الرسل ، دخل الإيمان قلبه بلا شك ، ويقال أن هذا الرجل كان نجارًا اسمه حبيب النجار ، والتقى بالرسل الثلاثة ليتعلم الإيمان منهم ، وليكون داعيًا لهم. الله بعد ذلك. حيث يكرمه الله تعالى يربح جنات النعيم ، ويريد أن يعلم قومه بنعمة ربه عليه.
قال الله عز وجل في قصة هذا المؤمن “جاء من رجل المدينة البعيد فقال: يا قوم تبعوا الرسل (20) اتبعوا الذين لا يسألكم أجروا وهم يهتدون (21) وأنا أفعل. لا تعبد افطرنا فتعود (22) أوتاك بغيره آلهة تريد الرحمن بلاء لا تيجان لي يشفع بشيء وينقذ (23) انا اذا في خطأ ظاهر (24) اؤمن بربك فاسمون (25) قيل ل قال الجنة يا وطني أعلم (26) بما اغفر لي ربي وجعلني من المكرمين (27) “.
وبعد هذا أعلن الرجل إيمانه وإيمانه بالرسل ودعاه إلى الإيمان بما جاءوا به ؛ قتله أهل القرية لأنه آمن بهؤلاء الرسل ، لكن الرجل انتقل من حياة مميتة إلى جنات النعيم الأبدي ، ويذكر أن الله انتقم من أهل هذه القرية دون أن يرسل لهم المزيد من الرسل ، و كان ذلك من خلال صرخة واحدة فقط أمر بها جبرائيل ؛ لقد كانوا خائفين للغاية لأنهم ماتوا جميعًا لهذا السبب ؛ حيث يقول الله تعالى: “وما أنزلنا على قومه من بعده جيشًا من السماء ، وما نزلنا على قومه بعده”
القرآن الكريم فوائده كثيرة مما يعمل على صفاء الذهن وتقوية الذاكرة والشعور بالطمأنينة وقوة النفس والفرح والسعادة ولكن سورة ياسين تختلف عن باقي السور لما لها فضل كبير فمن قرأها حين يصبح وحين يمسي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، لها السورة القدر الكبير في التخلص من السحر والاعمال وتساعد على منح الطفل الراحة والنوم لمدة كبيرة من الوقت .