كيف نستدل بسورة الفاتحة على اقسام التوحيد، لم يخلق الله سبحانه وتعالى آياته عبثًا، حاشاه أن يفعل ذلك، فقد أنزل القرآن الكريم على نبيه سيدنا وحبيبنا محمد ابن عبدالله بيانًا ومعجزًا، فقد أورد فيه العديد من الأحداث السابقة التي يستفاد منها العبر، والعديد من الأحداث الغيبية التي انفرد بها نبيه عن سائر أنبيائه، ومن آياته الكريمات سورة الفاتحة، التي افتتح بها الله سبحانه وتعالى آيات مصحفه الشريف، وفي هذا نتعرف كيف نستدل بسورة الفاتحة على اقسام التوحيد.
جدول المحتويات
الاستدلال بسورة الفاتحة على اقسام التوحيد
يشكل الاستدلال على اقسام التوحيد من سورة الفاتحة أهمية كبيرة لدى الدارسين والمختصين في علم الفقه، حيث يعد التوحيد جوهر العقيدة الإسلامية، وأساسها، وهو الركيزة الأساسية التي قام عليها دين الإسلام الحنيف، ويمكن الاستدلال بسورة الفاتحة على اقسام التوحيد من حلال:
- توحيد الربوبية: ويمكن استنباط توحيد الربوبية من خلال قوله سبحانه وتعالى“الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”، ويقصد به أن يتم افراد الله عظم شانه بأفعاله كافة، التي تثبت ربوبيته، مثل الخلق والإحياء والموت، وتدبير الأمور.
- توحيد الألوهية: ونجد هذا الأمر جليًا في قول الله: “إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ”، ومعنى ذلك اشتراط التوجه إلى خالق السماوات والأرض بكافة أشكال وأنواع وملامح العبادة، سواء قولًا كانت أو فعلًا
- توحيد الأسماء والصفات: ويتضح هذا القسم من اقسام التوحيد في كلام الله: “ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ”، ومعناه أن يفرد العبد المؤمن ربه سبحانه وتعالى بما يحمله من صفات وأسماء، دون أن يشاركها أحد من خلقه، فهو الذي لا يماثله مخلوق.
- الإثبات: إذ يشترط التوحيد على المؤمن المسلم بقضاء الله والمؤمن به، أن يثبت لربه ما يثبته ربه لنفسه في قرآنه الكريم، أو أوردها عنه نبيه الحبيب في سنته.
- التنزيه: إذ يشترط على المؤمن أن ينزه ربه سبحانه وتعالى عن أي عيب أو نقص، حيث قال جل جلاله عن نفسه: “ليس كمثله شيء وهو السميع البصير”.
معلومات عن التوحيد
يعرف التوحيد من الناحية اللغوية بأنه الشيء الذي يشتق من وحد الشي أي جعلهما شيئًا واحدًا، وهو مصدر “وحَّد، يوحِّد”، أما من الناحية الشرعية فيصبح المؤمن موحدًا إذا اقتنع أن الله سبحانه وتعالى موحدًا ومنفردًا، إذ يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز“وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ”، ويمكن تعريفه من الناحية الشرعية والقول بأن المقصود به هو أن يفرد المؤمن ربه بما يختص به وحده من صفات الألوهية والربوبية.
لماذا كان التوحيد سببا للتمكين في الأرض
ما انفك التوحيد إلا وأن كان أحد أهم وأكثر الأسباب في التمكين في الأرض، حيث أن الله سبحانه وتعالى وعد عباده المؤمنين الصادقين فيه، وقد كثرت مثل هذه الوعودات في آيات مصحفه الشريف، حيث وعدهم بالتمكين، وأن يمدهم بالقوة، بعد توافر شرط الإيمان والتزام العمل الصالح، كذلك الالتزام بما أمر به سبحانه وتعالى، والتي منها اتباع أوامره، وإفراده وحده بالعبودية، دون أن يشرك معه أحدًا في ذلك، وبهذا يكون التوحيد بالتمكين.
يعد التوحيد من الأمور الأساسية التي ينبغي أن يعرفها كل مسلم، فهي من الركائز الأساسية التي يقوم عليها الدين الإسلامي، وتعد سورة الفاتحة من السور التي أتوضحت كافة اقسام التوحيد التي يمكن الاستدلال عليها من هذه السورة.