هل اتى على الانسان حين من الدهر، أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم، هداية للعباد وطريقاً مستقيماً لهم، وبعث معه الرسول محمد صلّ الله عليه وسلم، لتوضيح الأحكام والتشريعات الصحيحة الواردة فيه، ولقد تكفل الله بحفظ القرآن الكريم من الحفظ والضياع وهو المعجزة الخالدة إلى يوم القيامة، وهو المصدر الأول من مصادر التشريع في الإسلام، ويضم القرآن الكريم 114 سورة، في ثلاثون جزء، منها سورة مكية نزلت في مكة المكرمة، ومنها سورة مدينة، وتشمل كل منها على مجموعة من الفوائد الروحانية والدروس والعبر لموعظة المسلمين، ومن السور في القرآن الكريم هي سورة الإنسان، والتي تبدأ بقوله تعالى:” هل اتى على الانسان حين من الدهر”.
جدول المحتويات
معنى آية ” هل اتى على الانسان حين من الدهر”
آية ” هل اتى على الانسان حين من الدهر”، هي آية من آيات القرآن الكرثيم والتي وردت في سورة الإنسان، وهي من السور المكية والتي تقع بعد سورة القيامة، وجاءت بصيغة الاستفهام ليبعث الله في الإنسان تشويق ليعرف ماذا سيأتي بعدها، وتسمى سورة الإنسان هل ظاتى أو الأمشاج أو الدهر، وتهدف هذه الآية إلى ترهيب الإنسان استعداداً ليوم القيامة والتذكير بعذاب العاصي في النار، والنعم التي سينالها المؤمن في الجنة، بعد أن يجمع الله جميع الخلائق كالإنس والجن والملائكة والجان وسائر المخلوقات الاخرى للحساب.
ما سبب نزول آية ” هل اتى على الانسان حين من الدهر”
لقد بين الرسول صلّ الله عليه وسلم سبب نزول سورة الانسان والتي وردت فيها آية ” هل اتى على الانسان حين من الدهر”، وقد جاء في حديث ابن عباس إن رسل الله صلى الله عليه وسلم قال: “رأيته في حربه وهوَ يرقبُ الشمسَ، فقلت: يا أميرَ المؤمنينَ ماذا تصنع؟، قالَ: أنظرُ إلى الزوالُ لأصلي. فقلت: في هذا الوقت؟، فقال: أنما نقاتلهم على الصلاة. فلم يغفل عن فعل العبادات في أول وقتها في أصعب الأوقات. فجمع بين الصلاة والزكاة وتصدقَ وهو راكع”، بعد ذلك نزلت في الإمام علي بن أبي طالب آية كريمة “هل أتى على الإنسان حين من الدهر” وهذا هو سبب نزول سورة الإنسان على الإمام علي بن أبي طالب لكثرة تهجده وإيمانه بالله عز وجل.
الفضائل الإيمانية لسورة الإنسان
لكل سورة في القرآن الكريم لها العديد من الفضائل والمعاني الإيمانية والسلوكية، التي تهدف إلى ترغيب وترهيب المسلم، ليسير على الصراط المستقيم والابتعاد عن المحرمات والاكثار من العبادات والأعمال الصالحة، ومن أهم الفضائل الإيمانية لسورة الانسان:
- فضل منة الله تعالى على الإنسان الذي خلقه بعد أن لم يكن شيء يذكر فقد خلقه الله من عدم (من تراب وماء).
- وقد وفر الله عز وجل للإنسان كل سبل الهداية ووضع فطرة التوحيد في قلبهم وأرسل لهم الرسل والأنبياء وإنزال الكتب السماوية لهدايتهم فقد
- أمتنَّ سبحانه وتعالى على الإنسان بأدوات الإدراك التي تساعده على تحديد الخير والشر وهما (السمع والبصر) لكي يدرك عقله مراد الله تعالى من كتبه السماوية ويستشعر بقلبه الحق ويتبعهُ.
- لقد كانت الحكمة من خلق الله تعالى للإنسان هو ابتلاءه من ثمَّ تكليفهُ بعبادته سبحانه تعالى حتى يظهر مدى امتثاله لأوامر الله تعالى والتزامه بها.
- إن انقسام الناس إلى مؤمن وكافر مسير لإن جميع أعماله تدخل في قدرة الله سبحانه تعالى ومخير لأن له المشيئة والقدرة على إدارة أعماله ولكن حتى مشيئته وقدرته تقع تحت مشيئة وقدرة سبحانه تعالى.
الفوائد الروحانية لسورة الانسان
تشمل سورة الإنسان على العديد من الفوائد الروحانية والتي تعود على الإنسان بالنفع والخير الكثير، وتقرب العبد من الله تعالى، من خلال التأمل والتفكير في آيات الله الكونية والشرعية، ومن الفوائد الروحانية لسورة الإنسان:
- توجب سورة الإنسان الإخلاص في الأعمال إلى الله تعالى.
- فضل الآية في الإحسان والأمر بالإحسان والندب إليه.
- فائدة إخفاء أعمال الخير وسترها، العمل الصالح لا يعقبه مدح وثناء، كما بينت الآيات صفات الأبرار، وبيت الأعمال الصالحة والصفات التي يقتدي بها الناس ليصبحوا من الأبرار، التعوذ من الكبر أهله لأنهم أبعد الناس إلى الخير، والتشبه بالأبرار والحذو حذوهم.
- فضل الإيثار والأمر به وندب الناس وحثهم إليه، وإن فضل الله عز وجل أحسن وأوفر للإنسان وفضل الإنفاق فالإنسان لا ينال البر إلا بالإنفاق مما يحب فكلما كان الإنفاق أكثر حاجة إليه كان أعظم وأفضل وأبر من الله عز وجل.
إلى هنا، نكون قد بينا لكم معنى آية ” هل اتى على الانسان حين من الدهر”، والتي وردت في سورة الإنسان، وما هو سبب النزول، والفوائد الروحانية والإيمانية من السورة.