هل يجوز الافطار في العمره ؟، شرع الاسلام العمرة كعبادة روحية ينتقل بها المسلم من عالم الدنيا الى عالم الاخرة، ويصل فيها العبد بربه مباشرة، ويؤديها المسلم في اي وقت من السنة، فاذا نوى المسلم اداء العمرة وانتقل اليها وجب عليه القيام باعمال وعبادات محددة، وتتفاوت هذه الاعمال في الاهمية ووجوب اللزوم، وحدد الشرع ما هي الشروط والواحباتي التي يجب على المسلم الالتزام بها اثناء اداء العمرة، فالعمرة هي زيارة لبيت الحرام على وجه مخصوص وهو النسك الذي يترتب من الاحرام والتلبية ومن ثم الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة، وسنتعرف في مقالنا اليوم على هل يجوز الافطار في العمره.
جدول المحتويات
العمرة في رمضان
شهر رمضان هو شهر التقوى والعبادة والطاعات وشهر التقرب الى الله سبحانه وتعالى، ولقد خص الله شهر رمضان المبارك بالكثير من النعم والفضائل، فيكثر فيه المسلمين من الاعمال الصلاة والدعاء وقراءة القرآن الكريم والتسبيح والذكر، وتكثر الصدقات في شهر رمضان، ويتوجه العباد خلال هذا الشهر الفضيل الى بيت الله الحرام لاداء العمره، وذلك للاجر الكبير للعمره خلال شهر رمضان وتساوي اجر حجة باذن الله تعالى، ووردت الكثير من الاحاديث النبوية والايات القرآنية التي تدل على فضل العمرة.
هل يجوز الافطار في العمره
يرغب الكثير من المسلمين في اداء العمرة خلال شهر رمضان وذلك لان الاجر والثواب في هذا الشهر الفضيل مضاعفة، فيستثمر المسلم هذا الشهر بالتقرب الى الله بالتوجه الى بيت الله الحرام والاكثار من العبادات والصلوات والاعمال الصالحة، فيسأل البعض هل يجوز الافطار في العمره، والقول انه اذا شق على الصائم اداء مناسك العمره وهو صائم فله ان يؤخر أداء العمره الى ما بعد غروب الشمي ويظل صائما عند وصوله الى مكة المكرمة، ويستطيع ان يفطر ويبادر بالعمرة، ولقد فسر ابن بارز رحمه الله هذا القول بانه في حال سافر المسلم للعمرة له الخيار ان يفطر في الطريق او ان يصوم، والامر هنا واسع واذا كان في مكة المكرمة ايضا، واما اذا كانت اقامته في مكة يومين او ثلاث او اربع فله الاختيار في الصوم او الافطار، واذا كان يقيم اكثر من اربعة ايام فانه يصوم في مكة، ولا يفطر اذا كان يريد الاقامة في مكة اكثر من اربعة ايام، اما في حالة اراد العمرة ويرجع او يبقى يومين او ثلاث فهذا له الفطر وله الصوم وهو مخير بين ذلك.
فضل العمرة في رمضان
ان للعمرة الكثير من الفضائل كمغفرة الله عالى للمعتمر الذي لا يرتكب المعاصي، والمعتمر هو الزائر لبيت الله الحرام، حيث ان الحجر الاسود يشهد يوم القيامة لمن طاف بالبيت واستمله، فاجتماع اجر العمرة واجر العبادة في شهر رمضان له اجر كبير عند الله سبحانه وتعالى، فالاعمال والعبادات مضاعفة في شهر رمضان المبارك، والعمرة في شهر رمضان لها العديد من الفضائل منها:
- تعدل العمرة في شهر رمضان حجّة، ووذلك كما جاء حديث رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، حيث قال: “لَمَّا رَجَعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن حَجَّتِهِ قالَ لِأُمِّ سِنَانٍ الأنْصَارِيَّةِ: ما مَنَعَكِ مِنَ الحَجِّ؟ قالَتْ: أبو فُلَانٍ تَعْنِي زَوْجَهَا كانَ له نَاضِحَانِ، حَجَّ علَى أحَدِهِمَا، والآخَرُ يَسْقِي أرْضًا لَنَا. قالَ: فإنَّ عُمْرَةً في رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أوْ حَجَّةً مَعِي”.
- من الأحاديث النبوية التي تدل على فضل العمرة واجرها الكبير، هو ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم حيث قال: “الحجَّاجُ والعمَّارُ وفدُ اللهِ، إن دعوه أجابهم، وإن استغفَروه غفَر لهم”، وتعدل العمرة في فضلها الجهاد في سبيل الله بالنسبة للمرأة حيث قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: “يا رسولَ اللهِ: هل على النِّساءِ جِهادٌ؟ قال: نَعم، عليهِنَّ جِهادٌ لا قِتالَ فيه، الحَجُّ والعُمرةُ”
- ولقد ورد عن الرسول الكثير من الاحاديث التي تحث الصحابة والمسلمين على العمره؛ إذ هي من العبادات التي لها فضل كبير وهي مكفرة للذنوب، ولا شك أن العمل الصالح في رمضان له أجرٌ أعظم وفضلٌ أكبر، فلو كانت تأديتها في شهر رمضان فإن المعتمر ينال هذا الفضل، وقد ذكر في ذلك أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم حيث قال: “العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ”.
هل اعتمر الرسول في رمضان
يقتدي المسلمين بالرسول صلّ الله عليه وسلم في اداء الطاعات والعبادات، ويتساءلوا هل اعتمر الرسول في رمضان، ولقد اعتمر النبي في حياته اربع مرات، ولكنه لم يعتمر في شهر رمضان، فكانت العمره الاولى في العام السادس من الهجرة، والعمره الثانية عمرة القضية اما العمرة الثالثة فكانت العمرة التي اداها النبي في فريضة الحج، والعمرة الرابعة كانت عندما رجع الرسول صلّ الله عليه وسلم الى مكة بعد خروجه الى حنين.
والى هنا نصل واياكم الى ختام مقالنا الذي قدمنا فيه هل يجوز الافطار في العمره، بالاضافة الى فضل واجر العمرة خلال شهر رمضان المبارك، والاجابة على سؤال هل اعتمر الرسصول صلّ الله عليه وسلم في شهر رمضان.