تعليم

هل يمكن تحقيق الموضوعية في العلوم الإنسانية

هل يمكن تحقيق الموضوعية في العلوم الإنسانية

هل يمكن تحقيق الموضوعية في العلوم الإنسانية ،تُعرف الموضوعية في العلوم بإظهار القيمة والنتائج التي يتوصل إليها الباحث أو العالم كما هي مجردة من أي تحيزات شخصية أو تفاعل عاطفي يؤثر على تلك النتائج، وتكون هذه الموضوعية موجود بشكل كبير في العلوم العلمية المجردة مثل الرياضيات والفيزياء وغيرها من العلوم التطبيقية، فيما أن العلوم الإنسانية تُعرف بأنها من العلوم الفلسفية التي تدرس الإنسان كظاهرة وما يصدر عنه من تصرفات وسلوكيات وتجربة إنسانية من كافة الجوانب بهدف فهم الطبيعة الإنسانية، ولكن هل يمكن تحقيق الموضوعية في العلوم الإنسانية، وهل يمكن فصل الذات عن الموضوع في العلوم الإنسانية، هذا ما سنتعرف عليه من خلال هذا المقال عبر موقع فائدة نت.

ما المقصود بالعلوم الإنسانية

يُقصد بالعلوم الإنسانية تلك العلوم والمعارف التي تدرس الظواهر الإنسانية وكل ما يتعلق بالإنسان من تجارب وعلاقات نع البيئة المحيطة به، سواء الماضي من ناحية التاريخ الإنساني أو الحاضر بالعلاقات الثنائية والجماعية مع الآخرين، حيث تحاول هذه العلوم الإنسانية تفسير السلوك الإنساني واستخلاص النتائج من التجارب الإنسانية التي تم دراستها من أجل الاستفادة منها في تعديل السلوك الإنساني وتقويمه، ويقع ضمن مجال العلوم الإنسانية كلاً من الاجتماعيات والتاريخ والدين والفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع وغيرها..

إن الإجابة على السؤال هل يمكن تحقيق الموضوعية في العلوم الإنسانية، تتطلب أولاً معرفة المقصود بالموضوعية في العلوم الإنسانية، حيث إن الموضوعية في العلوم الإنسانية تعني إصدار الأحكام والنتائج مجردة من أي تحيزات أو التزامات شخصية من الباحث، أي لا يكون هناك أي تأثير لآراء الباحث الشخصية ومعتقداته وميوله ورغباته في النتائج التي تصدر عن الدراسات الإنسانية التي يعمل عليها أو في إبداء آراءه عن أي موضوع يتعلق بالعلوم الإنسانية.

إن العلوم الإنسانية تدرس بالأول والأخر الإنسان والظاهر والتجارب الإنسانية ومن يدرس هذه العلوم هو نفسه الإنسان، ولذا من الصعب تحقيق الموضوعية في العلوم الإنسانية، فهذا ” لوسيان غولدمان” الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي يقول ” أن الإنسان هو موضوع العلوم الإنسانية والموضوعية تلاقي صعوبات لأن الدارس هو الإنسان والمدروس هو الإنسان وبالتالي يصعب الفصل بين الذات والموضوع..” وهو ما أكدت عليه أيضاً عالمة الفلسفة ”  رينييه بوفريس ” والتي أكدت على صعوبة تحقيق الموضوعية في العلوم الإنسانية.

هل يمكن تحقيق الموضوعية في العلوم الإنسانية
هل يمكن تحقيق الموضوعية في العلوم الإنسانية

اقرأ أيضاً: مفهوم العلوم الإنسانية ووظائفها وأهميتها

لا يمكن تحقيق الموضوعية في العلوم الإنسانية، ولا فصل الذات عن تلك العلوم التي تتطلب انخراط الباحث بشكل كبير في التجربة كونه جزء من تلك العلوم الإنسانية، وترجع صعوبة تطبيق المنهج العلمي الموضوعي في العلوم الإنسانية إلى عدة أسباب نذكر منها:

  • الظواهر الإنسانية والاجتماعية معقدة وغير ثابتة ولا مستقرة ومتغيرة على حسب الزمان والمكان.
  • الإنسان هو محور هذه العلوم والذي يتغير سلوكه الإنساني على حسب عوامل نفسية ومزاجية.
  • ثبات الظواهر الإنسانية أمر نسبي يقلل من فرصة تكرار التجربة بنفس النتائج بظروف مماثلة.
  • عدم تجانس الظواهر الإنسانية والاجتماعية والاختلاف فيما بينها.
  • تتأثر الظواهر الإنسانية بالتحيزات والأهواء والعواطف الشخصية بما بانها تدرس الإنسان.
  • صعوبة الوصول إل قوانين ثابتة وواضحة يمكن تعميمها.
  • الإنسان بطبعه يغير من سلوكه وتصرفاته عندما يشعر بأنه تحت الملاحظة ولذا لا يمكن إخضاعه للدراسية المخبرية.

طالع أيضاً: فيم يختلف العلم الطبيعي عن غيره من العلوم

للعلوم الإنسانية بكافة مجالاتها أهمية كبيرة، ولذا حاول الكثير من الفلاسفة وعلماء الاجتماع أن تكون دراستهم موضوعية بعيداً عن الأهواء والميول الشخصية، ولذا كان طرح السؤال هل يمكن تحقيق الموضوعية في العلوم الإنسانية، حيث أجمع علماء الاجتماع والباحثين على أن لا يمكن تحقيق الموضوعية في العلوم الإنسانية.

السابق
وحيد القرن هل انقرض
التالي
سعد الجبري وش يرجع له

اترك تعليقاً