المنهاج السعودي

وصف العفريت نفسه بصفتين تليقان بحمل العرش هما

وصف العفريت نفسه بصفتين تليقان بحمل العرش هما، كثر الحديث حول ما دار مع حمل العفريت لعرش بلقيس واعطي للعفريت قدرة خارق على نقل الاشياء الثقيلة من مكان الى اخر؛ كما أنه يستدل ويجادل البعض على ان الجن له القدرة على صنع كل شيء يعجز عن صنعه الانسان ولكن بعدما تعرف الحقيقة ان العفريت عاجز عن حمل العرش ولم يحمل العرش ولكن تظاهر بقوته دون فعل؛ امام سليمان عليه السلام وما تظاهر به الجن على جلب العرش هو تظاهر بالقوة فقط دون اي فعل يذكر.

وصف العفريت نفسه بصفتين تليقان بحمل العرش هما:

  • أمين
  • قوي

قصة النبي سليمان مع الهدهد

بعدما أتوا جيش النبي سليمان علي وادي النمل، وبعد مقولة النملة، توجه نبي الله سليمان إلي المولى عز وجل بالشكر والدعاء والإنابة، ثم بعده قام بتفقد الطير، كما قال تعالى: “وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ “؛ فكان نبي الله سليمان في موكبه الضخم المهيب إذ يتفقد الطير فانه لا يجد الهدهد، وهنا ندرك أن افتقاد سليمان لهذا الهدهد سمة شخصية: سمة اليقظة والدقة والحزم، فهو لم يغفل عن غيبة الجندي من هذا الحشد الضخم من الجن والإنس والطير، وهو يسأل عنه “مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ” ويتضح أنه غائب، ويعلم الجميع من سؤال الملك عنه أنه غائب بغير إذن، وحينئذ يتعين أن يؤخذ الأمر بالحزم، كي لا تكون فوضي، ومن ثم نجد أن النبي الله سليمان يتوعد الجندي المخالف “لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ”، ولكن نبي الله سليمان ليس جباراً في الأرض، إنما هو نبي فلا ينبغي أن يقضي في شأنه قضاء نهائياً، قبل أن يسمع منه ويتبين عذره، ومن ثم تبرز سمة النبي العادل “أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ” أي حجة قوية توضح عذره وغيابه؛ ويحضر الهدهد ومعه نبأ عظيم، بل مفاجأة ضخمة لسليمان “فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ”، وها هو الهدهد يتقدم من القائد، إنه يعرف حزم الملك وشدته، فهو يبدأ حديثه بمفاجأة تطغي علي موضوع تخلفه عن الاصطفاف مع الجند، وأنصت له الملك “فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ”، فأي ملك لا يستمع وأحد رعاياه يقول “أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ” بعد هذه المفاجأة أخذا في تفصيل النبأ اليقين الذي جاء به من “سبأ”.

قصة بلقيس ملكة “سبأ” مع سيدنا سليمان

فمن هنا تبدأ القصة؛ تقع مملكة ابليس جنوب الجزيرة العربية بالتحديد في اليمن؛ كما ذكر أن الهدهد وجد قوما تحكمهم امرأة، (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) وهي عبارة عن كناية عن عظمة ملكها وثرائها وتوافر أسباب الحضارة والقوة “وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ” بمعنى سرير ملك فخم وضخم،  وذلك يدل على غني وثراء هذه الملكة؛ وارتقاء الصناعة أيضا، وذكر أنه وجد الملكة وقومها “يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ”؛ وهنا: يعلل ضلال القوم بأن الشيطان زين لهم أعمالهم فأضلهم، فهم لا يهتدون إلى عبادة الله العليم الخبير “الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ”(النمل24) والخبء تعني: الشيء المخبوء إجمالاً، سواء كان هو مطر السماء أو نبات الأرض، وهي كناية عن كل مخبوء وراء ستار الغيب في الكون العريض “وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ”، والآن نجد أنفسنا أمام هُدهُد عجيب صاحب إدراك وذكاء وإيمان وبراعة في عرض النبأ، ويقظة إلي طبيعة موقفه، فهو يعرف أن هذه “الملكة” وأن هؤلاء رعية، ويدرك أنهم يسجدون للشمس من غير الله؛ ويدرك أن السجود لا ينبغي إلا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض، وأنه هو رب العرش العظيم، وهنا لا يتسرع نبي الله سليمان في الحكم عليه إذا كان صادقاً أم كاذباً، ولا يستخف بالنبأ العظيم الذي جاء به، إنما يأخذ في تجربته للتأكد من صحته، شأن النبي العادل والملك الحازم إنما “قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ” صدق الله العظيم.

كيف تم احضار عرش بلقيس

معجزة إحضار العرش؛ أراد الله عزوجل أن يكرم سيدنا سليمان بهذه المعجزة ويختبر صدق إيمانه كما أعطى المعجزات لأنبيائه السابقين، ولذلك فإن سيدنا سليمان عندما رأى العرش مستقراً عنده ماذا فعل؛ هل تكبَّر على من حوله؛ هل غرَّه ذلك وجعله يطغى أو يستحقر الناس من حوله؛ جميع تلك الأسئلة أجوبتها لا، بل انه شكر الله تعالى، في قوله تعالى ” قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ)؛ نلاحظ من النص القرآني، والذي اتخذه الملحدون طريقاً ليقوموا بالتشكيك بكتاب الله حيث أنهم قالوا إن القرآن يذكر أساطير وخرافات لا تتوافق مع العلم، وهذا النص مليء بالأسرار العلمية؛ فقد تمكَّن الرجل الذي عنده أسرار الكتاب وهو الزبور وربما بتلاوة بعض الآيات فيه أن يسخر طاقة الكون له وذلك لتقوم بجلب هذا العرش بسرعة لا يتصورها العقل أشبه بسرعة الضوء؛ وفي هذا الزمن تم إحضار العرش: (قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ).

فمن الخطأ أننا نعتبر أن زمن سيدنا سليمان شهد تطورات تقنية كالزمن الذي نعيش به في وقتنا الحاضر، لأن الله تعالى ذكر هذه الأمور على أنها معجزات وليست كالأشياء العادية؛ لذلك من الخطأ أن نقول إن سيدنا سليمان استخدم تكنولوجيا متطورة لإحضار العرش أو كان لديه نظام اتصالات متطور، لقد أكرم الله سيدنا سليمان وغيره من الأنبياء بمعجزات تفوق كل ما عرفه البشر حتى الآن، وهذا كله من فضل الله سبحانه وتعالى.

فلقد حاول بعض الباحثين الربط بين هذه القصة وبين سرعة الضوء، فقالوا إن المسافة من فلسطين (مكان سليمان) إلى اليمن (مكان ملكة سبأ) قد قطعها الذي يحمل العرش بسرعة الضوء، ومع أنني لا أستطيع أن أنكر أي فرضية مادامت تتفق مع العقل والمنطق العلمي، إلا أنه لا يوجد برهان علمي على ذلك.

السابق
سبب وفاة بسام لطفي الفنان السوري
التالي
هيا الشعيبي تسب السعودية التفاصيل

اترك تعليقاً