يعتبر نهر الدانوب أطول الأنهار في الاتحاد الأوروبي، تعد الأنهار من المسطحات المائية المهمة المتواجدة في العالم، كما أنها هي رافد أساسي ومهم للبحار والمحيطات، ويوجد على سطح الأرض الكثير من الأنهار التي تتوزع في شتى بقاع الأرض، وفي جميع القارات، وتستخدم الكثير من الأنهار في الملاحة البحرية، وري الأراضي الزراعية المنتشرة على ضفافها، حيث تعتبر من أفضل أنواع الأراضي التي تستخدم للزراعة، تحميل الإعلان كما تعتبر مصدراً مهماً للثروة السمكية، ورافداً مهماً لتعبئة السدود، عوضاً عن فضلها الكبير في تحسين البيئة والمناظر الطبيعية، وتضم بعض الأنهار شلالات في منتهى الروعة والجمال، التي تعتبر رافداً مهماً للسياحة في الدول؛ وحديثنا اليوم عن نهر من هذه الأنهار.
موقع نهر الدانوب
يعد نهر الدانوب هو ثاني أطول الأنهار المتواجدة في أوروبا كما أن طوله يبلغ حوالي2680 كيلومتراً، حيث أنه يمر بعدد كبير من العواصم مثل فينا عاصمة النمسا، وبراتيسلافا عاصمة سلوفاكيا، وبودابست عاصمة المجر، لهذا تم إطلاق اسم نهر العواصم عليه، ويتكون هذا النهر من التقاء نهرين ينبعان من ألمانيا وهما نهر بريج ونهر بريجش حيث إن نقطة التقائهما قريبة من مدينة دوناوشينغن الألمانية، ويعتبر أحياناً منبع النهرين من الغابة السوداء وهو منبع نهر الدانوب؛ ويبدأ نهر الدانوب مسيره من غرب دولة ألمانيا ويمر أثناء مسيره في عشرة دول أوروبية وهي ألمانيا، والنمسا، وسلوفاكيا، وأوكرانيا، ورومانيا، وبولجاريا، ومولدافيا، وكروتيا، والمجر، وصربيا، ولكن تعتبر مدن فيينا، وبودابست، وبيلجراد، وبراتيسلافا أشهر المدن التي تقع على النهر، ويستمر الدانوب في المسير ليصب في البحر الأسود من خلال الدلتا التي تقع في رومانيا، وأوكرانيا، ومولدافيا، ورمانيا.
تاريخ نهر الدانوب
لعب نهر الدانوب دور مهم في تشكيل الحضارة الأوروبية، حيث إنّه عُثر على أدلة من ثقافات بشرية قديمة جدًا مثل العصر الحجري، وفي خلال القرن السابع قبل الميلاد، وصل البحارة اليونانيون إلى أسفل الدانوب وأبحروا في منبعه، كما أنهم قاموا بالتجارة فيه، لقد كانوا على دراية بكامل مجرى النهر السفلي، وكان الدانوب فيما بعد يمثل الحدود الشمالية للإمبراطورية الرومانية الشاسعة وكان يطلق عليه اسم دانوف، وكان جنودهم يقومون بدوريات في مياهه، وبالنسبة للدولة العثمانية فإنها استخدمته لأغراض دفاعية في القرون اللاحقة، ومع ذلك في أوائل القرن السابع عشر، اعترفت ملكة المجر والبوهيما ماريا تيريزا بدور نهر الدانوب كممر تجاري، وبهذا بدأ تشغيل قوارب النهر التي تحمل البضائع على النهر، حيث أسست إدارة للإشراف على الملاحة النهرية.
كما قام زورق في عام 1830 في أول رحلة من فيينا إلى بودابست، والغرض منها هو التجارة ، وكانت هذه الرحلة بمثابة نهاية لأهمية النهر كخط دفاعي، وبداية استخدامه كممر تجاري، وبعد هذا الحدث تلاه العديد من الاتفاقيات والمعاهدات التجارية ما بين العديد من الدول مثل ألمانيا والنمسا وتركيا وبريطانيا العظمى ورومانيا، وغيرها الكثير لجعل الملاحة حرة، وخلال الحرب العالمية الثانية، توقفت أعمال الملاحة الدولية المجانية على طول مجرى النهر، ولم يتم التوصل إلى توافق في الآراء بشأن استئناف الملاحة حتى اتفاقية الدانوب لعام 1948 وكانت الاتفاقية الجديدة تنص على أنه يُسمح فقط للدول التي تحد الدانوب للوصول الى مصادر هذا النهر.
أين يصب نهر الدانوب
يصب نهر الدانوب في البحر الأسود بعد أن يجري مسافة 2,850 كيلومتر من منبعه في جبال الغابة السوداء غرب ألمانيا، كما تعرفنا أنه يعتبر ثاني أطول الأنهار في أوروبا بعد نهر فولجا، كما أنه يمر أثناء تدفقه بعشر دول هي: ألمانيا، والنمسا، وسلوفاكيا، وهنجاريا، وكرواتيا، وصربيا، وبلغاريا، ورومانيا، ومولدوفا، وأوكرانيا، ويلعب هذا النهر دوراً مهماً في الاستقرار والتطور السياسي لوسط وجنوب شرق أوروبا، وتعد مياهه بمثابة طريق تجاري حيوي وسريع بين الدول؛ كما تعد مياهه من أغنى المياه في قارة أوروبا من حيث تنوع الثروة السمكية، وهو يحتوي على سبعة أنواع نادرة من الاسماك لا توجد في نهر آخر في العالم.
التنوع الحيوي في النهر
يدعم هذا النهر النظام الحيوي للعديد من الأنظمة البيئية مثلا كالغابة السوداء في ألمانيا، وأيضا جبال الألب في النمسا، سهول البوزتا في هنغاريا، والأراضي الرطبة في دلتا الدانوب، وجزر الدانوب في بلغاريا، ويعيش أكثر من مئة نوع من الأسماك، بما في ذلك خمسة أنواع من سمك الحفش، في مياه الدانوب، وحوض النهر يدعم أيضًا الكثير من أنواع الطيور، بما في ذلك أنواع الطيور النادرة مثل اللقلق الأسود، والبجع الأبيض، والنسر ذو الذيل الأبيض، كما أن الدانوب يعتبر أيضًا جزءًا من قائمة ” Global 200″ العالمية للحياة البرية التابعة للصندوق العالمي للمناطق البيئية.