ما سبب غزوة بني النضير

ما سبب غزوة بني النضير، قبيلة بني النضير هي قبيلة يهودية سكنت منطقة شبه الجزيرة العربية حتى القرن السابع ميلادي، وقد كان تركز هذه القبيلة في المدينة المنورة في يثرب، حيث قام الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بطردهم من الدينة في غزو بني النضير، وتعتبر غزوة بني النضير من أشهر الغزوات التي قام بها النبي عليه الصلاة والسلام.

وعندما خرجوا من المدينة اخذوا كل شيء يقدرون على اخذه معهم وهدموا بيوتهم ومشوا الى مناطق بعيدة عن المدينة، فبعضهم نزل الى خيبر بعد مائة ميل ومنهم ما نزل الى منطقة جرش جنوب الشام ولم يسلم منها غير اثنان، فما هو سبب غزوة بني النضير؟ وما هي احداث غزوة بني النضير؟ وكم عدد المسلمين في غزوة بني النضير؟ ولمعرفة كافة التفاصيل حول غزوة بني النضير تابعوا معنا المقال لنعرضها لكم.

ما سبب غزوة بني النضير

ان سبب غزوة بني النضير هي محاولة يهود بني النضير اغتيال النبي محمد عليه الصلاة والسلام، حيث جائهم يطلب مساعدتهم في الدية لقتيلين، وبعد ذلك عاد الى المدينة وأرسل إليهم طالباً منهم الخروج من المدينة، فتحصنوا وحاصرهم ليالي عديدة وبعد ان حاصرهم طلبوا اجلائهم عن المدينة، ثم وافق الرسول عليه الصلاة والسلام بشرط ان يأخذوا فقط ما تحمله الإبل بدون اخذ السلاح معهم.

وفي تفاصيل سبب غزوة بني النضير في يومٍ من الأيام تآمر يهود بني النضير على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم، وقالوا: “أيكم يأخذ هذه الرحى فيصعد بها فيلقيها على رأس محمد فيشدخ بها رأسه؟ فقال أشقاهم عمرو بن جحاش: أنا. فقال لهم سلام بن مشكم: لا تفعلوا، فوالله ليُخبرن بما هممتم به، وإنه لنقض العهد الذي بيننا وبينه”.

وقدت بدأ تنفيذ خطة اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما جلس النبي محمد صلى الله عليه وسلم بجانب جدار بيت من بيوت اليهود وجلس معه أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب ومجموعة من الصحابة، فصعد المجرم الذي يريد اغتيال الرسول على سطح المنزل لكي ينفذ فعلته، وحينها أرسل الله عز وجل جبريل عليه السلام ليعلم الرسول عليه الصلاة والسلام بما يريدون فعله، فنهض النبي صلى الله عليه وسلم مسرعاً متوجهاً نحو المدينة، ولحقه الصحابة قائلين: ” نهضت ولم نشعر بك. فأخبرهم بما همَّ به اليهود”.

وبعد ذلك قام الرسول صلى الله عليه وسلم ببعث رسالة الى بني النضير قائلاً فيها: “اخرجوا من المدينة ولا تساكنوني بها، وقد أجلتكم عشرًا، فمن وجدته بعد ذلك منكم ضربت عنقه”، وحينها أراد اليهود الرحيل وجهزوا انفسهم للرحيل ولكن رئيس المنافقين آنذاك عبد الله بن ابيّ بن سلول ارسل اليهم اثبتوا ولا تخرجوا من الديار، فإن معي 2000 رجل يدخلون معكم الى حصونكم لكي يدافعوا عنهم، فقال الله عز وجل في هذه الحادثة: “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ”.

احداث غزوة بني النضير

لم يريد المسلمين في بداية الغزوة الاشتباك مع بني النضير لأن المرحلة قد كانت خطيرة ومحرجة بسبب اشتعال الجبهة مع المشركين، ولم يريدوا فتح جبهة أخرى مع اليهود، حيث كان اليهود على درجة من القوة تجعل من استسلامهم بعيد الاحتمال.

ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما بلغه الجواب من حيي بن اخطب كبر وكبر في المسلمين ونهض الى القتال، واستأمن على المدينة عبد الله بن ام مكتوم، ثم سار إليهم في جيشٍ يحمل لواءه علي بن ابي طالب، ولما وصل إليهم فرض عليهم الحصار، والتجأوا الى حصونهم وكانت بساتينهم ونخيلهم عوناً لهم فأمر النبي عليه الصلاة والسلام بقطعها وتحريقها، فقال الله عز وجل في ذلك: “مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ”.

ولم يطل الحصار عليهم طويلاً فقد بقي 6 ليالي، وقذف الله عز وجل في قلوبهم الرعب وانهزموا واستسلموا وأرسلوا الى النبي محمد عليه الصلاة والسلام “نحن نخرج عن المدينة” فوافق الرسول على ان يخرجوا بأنفسهم وذراريهم وان لهم ما حملت الإبل الا السلاح لا يأخذوه معهم، وقد فاز المسلمين في هذه الغزوة واغتنموا الغنائم.

الدروس المستفادة من غزوة بني النضير

لقد قال الله عز وجل في غزوة بني النضير قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ)، ومن الدروس المستفادة من هذه الغزوة:

• اثبات القدرة لله عز وجل على تبديل الأحوال وتصريف الأمور كيفما يشاء سبحانه جل جلاله، فلا يستطيع أي مخلوق الوقوف في وجه قوة الله عز وجل وقدرته على تسيير الأمور.
• الحصون لن تحمي من غضب الله عز وجل، حيث ان اليهود قد تحصنوا في حصونهم وظنوا بأنهم آمنين ولكن الله عز وجل أتاهم من حيث لم يحسبوا ودب في قلوبهم الرعب.
• يستفاد من الغزوة ان الله قادرٌ على كل شيء وعلى تغيير الأمور في لحظات، وذلك بشرط ان يصلح الناس احوالهم، ويقبلوا على منهج الله وينصروا دين الله، حيث قال تعالى: (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
• كشف العلاقة القوية بين اهل الكتاب من اليهود والنصارى والمنافقين، حيث قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ).

وبهذا نكون قد وصلنا الى نهاية المقال، وقد عرضنا لكم ما سبب غزوة بني النضير، كما عرضنا احداث غزوة بني النضير، بالإضافة الى اهم الدروس والعبر المستفادة من غزوة بني النضير، وغيرها من المعلومات المهمة حول غزوة بني النضير.