من هو كاتب رواية دعاء الكروان

من هو كاتب رواية دعاء الكروان، الرواية الرائعة والذي تُعتَبر من أجمل ما كُتِب في تاريخ المؤلفات العربية، ومن المعروف أن فن القصة والرواية العربية تشتهر بشكل كبير، كما تُتَرجم للعديد من اللغات العالمية، والقراءة هي غذاء للروح وتنمية للعقل وتوسيع للمدارك، فهي تزيد الكثير والكثير من العلم والمعرفة لدى القارئ.

ومن المعروف أن الروايات القديمة أصبحت تتداول من جديد بين القُرَّاء الجُدد، فهي تحمل فكر ليس له مثيل، مما يجعل الناس تعود لقراءتها وتُحييها من جديد، وتبدأ التساؤلات تدور حول الروايات مثل من هو كاتب رواية دعاء الكروان وغيرها من الأسئلة التي تتبادر إلى ذهن القارئ حينما يقرأ عمل جديد يزيد من علمه وثقافته عن الجيل القديم.

رواية دعاء الكروان ويكيبيديا

قبل معرفة من هو كاتب رواية دعاء الكروان، دعونا نتعرف على الرواية العظيمة “دعاء الكروان” الرواية المصرية التي انتشرت في العام 1934مـ، وأحدثت نقلة في عالم الروايات العربية آنذاك، حتى كتب عنها الشاعر خليل مطران قصدية بعنوان “دعاء الكروان” يصف فيها أحداث الرواية بطريقة شعرية، كما أنه تم ترجمتها في العام 1949مـ إلى اللغة الفرنسية، وتم تمثيلها في العام1959مـ، وشاركت في بطولتها النجمة فاتن حمامة، وكان مُخرجها الأستاذ هنري بركات، وأحدثت الرواية ضجة عالمية، فهي تتحدث عن قصة شابة من الريف المصري تُدعى آمنة، قررت الانتقام لأختها هنادي التي وقعت ضحية القتل تحت مُسمى “الشرف” دون أن تقترف أي ذنب في الحياة سوى أنها أحبت رجل من علية القوم حيث كانت تعمل خادمة عنده، وقام المهندس بالعبث في مشاعرها وجسدها وحينما علم خالها قام بقتلها، لتتجهز أمنة لرد اعتبار اختها وأخذ حقها في خطوة للتمرد على المجتمع والعادات والتقاليد.

من هو مؤلف دعاء الكروان

كَثُرَت التساؤلات حول من هو كاتب رواية دعاء الكروان، وهو الأديب والروائي المصري “طه حسين”، واسمه كاملاً طه حسين علي بن سلامة، ولد الروائي طه حسين في قرية تُدعى “عزبة الكيلو” داخل محافظة المنيا في جمهورية مصر العربية بتاريخ 15/ نوفمبر/ 1889مـ، وهو مصري الجنسية، عاش طه حسين حياته كفيفاً لا يرى، ولكن هذه المشكلة الصحية لم تمنعه من ممارسة حياته، حيث درس في الأزهر الشريف، وفي العام 1908مـ قرر إكمال دراسته في الجامعة الأهلية ليحصد شهادة الدكتوراه منها، ومن ثم أكمل حياته التعليمية في فرنسا، قبل أن يعود إلى مصر مرة أخرى ويعمل مدرساً للغة العربية والتاريخ، وتوجه بعدها للعمل الأكاديمي حيث شغل منصب عميد كلة الآداب ومن ثم مديراً في جامعة الاسكندرية، وتقلد الروائي طه حسين منصر وزير المعارف، كتب طه حسين العديد من الكتب والروايات مثل (في الشعر الجاهلي، مستقبل الثقافة في مصر، دعاء الكروان، ما وراء النهر، الحب الضائع، المعذبون في الأرض) والعديد من المؤلفات طوال مسيرته في الحياة، وكانت أفكار طه حسين دوماً ما تُثير الجدل وخصوصاً في الدين، مما جعل الكثير من الشيوخ الأزهريين ينتقدونه إلَّا الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي استقبله حينما زار الحجاز لتأدية مناسك الحج، وفارق طه حسين الحياة في تاريخ 28/ أكتوبر/ 1973مـ، عن عمر يناهز 83عاماً.

من صاحب قصة دعاء الكروان

بعدما أجبنا على سؤال من هو كاتب رواية دعاء الكروان، وهو الكاتب الشهير طه حسين، والذي قدَّم الكثير من العلم والمعرفة، وقد قررت دار الانتاج المصرية وبقيادة المخرج العظيم هنري بركات بتحويل الرواية إلى فيلم سينمائي مصري، من بطولة الفنانة فاتن حمامة والفنان أحمد مظهر، وقد قدموا فيلماً سينمائياً يستحيل تكراره في السينما المصرية من شدة روعته، وقد صنف في المرتبة السادسة من أفضل 10 أفلام مصرية على مر التاريخ، حيث لعبت فاتن حمامة دور “آمنة” وأبدعت فيه بشكل كبير، واختتم الفيلم بصوت الروائي العظيم طه حسين، وقد انتشر الفيلم على مستوى الوطن العربي كافة وتمت ترجمته إلى اللغة الانجليزية.

مقتطفات من رواية دعاء الكروان

بعدما انتشرت رواية دعاء الكروان على مستوى واسع، استغرب الكثيرون من الاسم، ويرجع سبب تسمية الرواية بهذا الإسم إلى طائر “الكروان” الذي كان مُنتشراً في الريف المصري وقِيل أن طائر الكروان حينما يصيح في السماء يقول: “الملك لك يا صاحب المُلك” في دعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وتتلخص قصة دعاء الكروان في قصة فتاة الريف التي تنتقم لأختها وتتمرد على العادات والتقاليد، ومن أجمل المُقتطفات المكتوبة في رواية دعاء الكروان:

• وَلَكِنَّ صَوْتَكَ أَيَّهَا الطَّائِرَ الْعَزِيزَ يَبْلُغُنِي فَتَنْتَزِعُنِي اِنْتِزَاعَا مَنْ هَذَا الصَّمْتِ الْعَمِيقِ، فَأَثُبْ وَجَلَّةَ مَذْعُورَةَ، وَيَثُبْ هُوَ وَجِلَا مَذْعُورَا، ثُمَّ لَا نَلْبَثُ أَنْ يَثُوبَ إِلَيْنَا اِلْأَمِنَّ وَيُرِدْ إِلَيْنَا الْهُدُوءَ، فَأَمَّا أَنَا فَتَنْحَدِرُ عَلَى خَدِّيِّ دَمْعَتَانِِ حَارَّتَانِِ، وَأَمَّا هُوَ فَيَقُولُ وَقَدِ اِعْتَمَدَ بِيَدِيِّهِ عَلَى الْمَائِدَةِ، دُعَاءَ الْكَرَوَانِ ! أَتَرَيَنَّهُ كَانَ يَرْجِعُ صَوْتُهُ هَذَا التَّرْجِيعِ حِينَ صَرَعَتْ هَنَادِيٌّ فِي فِي ذَلِكَ الْفَضَاءِ الْعَرِيضِ!

والجدير بالذكر أن دعاء الكروان ما زالت مرغوبة حتى هذا اليوم، والعديد من القُرَّاء يعيدون قراءتها وتعليم مبادئها إلى الأجيال الحديثة.