ما حكم توزيع الاضحية وشروطها، مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك يطرح المسلمين العديد من الأسئلة حول الاضحية، فهي من شعائر الإسلام المهمة التي يجب الاطلاع على كافة تفاصيلها، ويمتد وقت الأضحى من بعد صلاة العيد يوم النحر حتى آخر يوم من أيام التشريق، ويمكن ذبح الاضحية في الليل والنهار، ويجب على المسلم أن يلتزم بأحكام الاضحية وآدابها وشروطها لكي تقبل منه، فـ ما حكم توزيع الاضحية وشروطها؟ وما الحكمة من مشروعية الاضحية؟ وما هي الشروط الواجب توافرها في الاضحية؟ لمعرفة جميع هذه النقاط تابعوا معنا المقال.
جدول المحتويات
ما حكم توزيع الاضحية – آراء المذاهب الأربعة
جاءت آراء المذاهب الفقهية الأربعة في توضيح كيفية توزيع الاضحية بطريقة شرعية (بيان كيفيّة توزيع وتقسيم الأُضحية شرعاً) على ثلاثة أقوال، وهي على النحو الآتي:
- قال الحنفيّة والحنابلة باستحباب تقسيم الأُضحية إلى 3 أجزاء وهي: ثلث مخصص للفقراء، وثلث مخصص للمضحي، وثلث مخصص للإهداء، وقال الحنفيّة بأنّ الأفضل للمُضحّي إن كان مُوسِراً أن يتصدّق بالثُلثَين، ويأكل الثُّلث.
- قال الشافعيّة بأفضيّلة توزيع الأُضحية على كلاً من: الفقراء والمحتاجين، ويأكل منها المضحي قليلاً.
- قال المالكيّة بعدم وجود قِسمةٍ مُعيّنةٍ في توزيع الأُضحية: حيث أن للمضحي الحرية في تقسيمها وتوزيعها كيفما يشاء، يأكل منها ما يشاء، ويتصدق بما يشاء، ويهدي ما يشاء، ويوزع الاضحية على الأقارب، وجاء الاستدلال على ذلك بما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن ثوبان مولى الرسول صلّى الله عليه وسلّم: “ذَبَحَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ضَحِيَّتَهُ، ثُمَّ قالَ: يا ثَوْبَانُ، أَصْلِحْ لَحْمَ هذِه، فَلَمْ أَزَلْ أُطْعِمُهُ منها حتَّى قَدِمَ المَدِينَةَ”.
ما هي شروط الاضحية
للأضحية مجموعة من الشروط التي يجب ان تتوافر فيها لكي تصح الاضحية بإذن الله تعالى وهي:
- يجب أن يمتلك المضحي الأضحية بطريقة مشروعة: فلا يجوز ان يسرق الاضحية او أن تكون مغصوبة، أو أن يكون قد اشتراها بعقد فاسد، أو بثمن مُحرَّم، كأن يكون ماله ربويّاً.
- يجب أن تكون الاضحية سليمة من العيوب، فلا تجوز الاضحية العرجاء او العوراء او المريضة او المكسورة، وكل عيب من هذه العيوب الأربعة يكون سبب رئيسي في عدم صحة الاضحية.
- يجب أن تكون الاضحية من الأصناف التي خصها الله عز وجل بجواز التضحية، وهي: البقر، والإبل، والغن من الضأن والماعز.
- يجب أن تبلغ الاضحية السن المعتبر شرعاً: حيث يكون في الإبل ما أتمّ 5 سنوات ودخل في السادسة، وفي المَعز ما أتمّ العام ودخل في الثاني، وفي الضأن ما أتمّ 6 أشهر ودخل في السابع، وفي البقر ما أتمّ عامين ودخل في الثالث.
ما هو ثواب الاضحية
تعدّ الاضحية احد شعائر الله عز وجل، حيث قال عز وجل في محكم التنزيل عن شعائره: (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)، وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الاضحية، وقد حث عليها المسلمين بشكلٍ كبير، حيث قال صلى الله عليه وسلم: “مَن ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فإنَّما يَذْبَحُ لِنَفْسِهِ، ومَن ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلَاةِ فقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وأَصَابَ سُنَّةَ المُسْلِمِينَ”، وذلك يدل على ان الاضحية من اعظم العبادات والطاعات عند الله تعالى، وهي من طرق التقرب الى الله عز وجل، وما يدل على ذلك هو قَرْنها بالصلاة في عدّة مواضع بياناً لمنزلتها العظيمة، ومكانتها الجليلة، حيث قال سبحانه وتعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)، وكل ذلك يدل على فضل وثواب الاضحية.
حكم التصدق من الاضحية
اختلف الفقهاء في حكم التصدق من الاضحية، وجاء في ذلك قولين رئيسيين على النحو الآتي:
- قال الحنابلة والشافعية بوجوب التصدق من لحم الاضحية، وذلك لقوله تعالى: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)، وبذلك فإن الاضحية لا تُجزئ عَمّن لم يتصدّق بأيّ جزءٍ منها بحسب هذا القول الأول.
- قال الحنفية والمالكية باستحباب الصدقة من الاضحية وعدم الوجوب فيها، وأنّ الأمر بالتصدُّق والإطعام من الأُضحية لا يُفيد الوجوب والأمر اللازم، وقد استدلوا على ذلك بأن الله تعالى قد شرع الاضحية قربةً اليه وشكراً له عز وجل، فهي ليست مثل فريضة الزكاء التي قد شرعت لمجموعة من الغايات مثل: الصدقة على المحتاجين والفقراء، فمن يذبح اضحية واكلها كلها ولم يتصدق بأي جزء منها جاز له ذلك الأمر، واجزأت عنه، وإلزام المضحي بالصدقة لا يمكن إذ قد يكون في هذا الامر تضييقاً عليه، ولا يُحكَم به إلّا بدليلٍ قطعيٍّ لا يُعارَض بآخر وذلك بحسب هذا القول الثاني.
بهذا نكون قد وصلنا الى نهاية المقال، وقد عرضنا لكم ما حكم توزيع الاضحية وشروطها، كما عرضنا حكم التصدق من الاضحية، بالإضافة الى ما هو ثواب الاضحية، و ما هي شروط الاضحية، وغيرها من المعلومات المهمة.