هل تجوز الرحمة على المسيحي، تجدر الإشارة إلى اختلاف الأديان بين الناس في الأوساط المجتمعيّة المتمثلة في الديانة الإسلامية، أو المسيحية، أو اليهوديّة وغيرها الكثير، وكثيرًا ما نسمع شخص يترحم على شخص آخر، فقد حثّ الدين الإسلامي على ضرورة التحلي بالأخلاق الحميدة، ولعلّ أبرزها خُلق الرّحمة، الذي يتمثل في قول رحمك الله، فهل تجوز الرحمة على المسيحي
جدول المحتويات
هل يجوز الترحم على موتى غير المسلمين
لا يجوز طلب المغفرة للكافر في حال حياته أو في موته أيضًا، بالاستناد إلى قوله تعالى {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}، ولكن يمكن الدعاء بالهداية لهم فقط، فقد روى أنسٍ -رضِي- اللَّهُ عَنْهُ قَال:( اسْتَسْقَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَقَاهُ يَهُودِيٌّ، فَقَال لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: جَمَّلَكَ اللَّهُ).
هل يجوز الترحم على المسيحي بعد موته
لا ينبغي الترحم على المسيحيّ بعد موته كانوا من أهل الكتاب أو غيره، إذ أن الترحم على أموات غير المسلمين ليس جائزاً، حيثُ قال تعالى في مُحكم التنزيل: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ}، ومن توفي وهو ينتمي إلى الديانة النصرانية أو اليهودية، وينكر وجود الله ولا يؤدي العبادات التي فرضها الله كالصلاة والصيام غيرها أو لم يقم بتأديتها، فإن الترحم عليه ليس جائز.
هل يجوز الترحم على غير المسلم بعد موته
قد حث النبي صلى الله عليه وسلم على اتباع مكارم الأخلاق، وقول الكلمة الطيبة مع كافة الناس دون النظر إلى معتقداتهم، ولكن لا يدخل في ذلك الترحم على أموات غير المسلمين، وقد نهى رسوله وكذلك أمته أن يدعوا للمشركين، ويقتصر دور المسلم على الدعاء للكافرين بالهداية فقط حال حياتهم وذلك جائز، كما يجوز أن يدعو له إن كان موته قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.
حيثُ نهى النبي المسلمين عن الترحم على أموات غير المسلمين، ويكتفي المسلم بالدعاء لهم بالهداية ولا حرج في ذلك، إذ أن الدعاء هو صلة بين العبد وربّه، وأرشد الله المسلمين على ضرورة الإكثار من الدعاء للمشركين بالهداية.